الرئيسية / الاعمدة / السفير الصادق المقلي يكتب: ياسر العطا.. حرب المائة عام .. و صناعة التاريخ

السفير الصادق المقلي يكتب: ياسر العطا.. حرب المائة عام .. و صناعة التاريخ

السفير الصادق المقلي يكتب: ياسر العطا.. حرب المائة عام .. و صناعة التاريخ
يبدو أن الجنرال ياسر العطا علي موعد مع صناعة التاريخ و هو يصرح بأن لا هدنة و لا تفاوض حتي لو استمرت هذه الحرب العبثية المدمرة لمائة عام ..
حرب القرن التي لا يستبعدها ياسر العطا ستكون الثانية من نوعها..في التاريخ ..حتي الحرب العالمية الأولى و الثانية لم تستمر كلاهما أكثر من عشر سنوات!!
ففي نهاية العصور الوسطي دارت بين فرنسا و بريطانيا تلك الحرب التي عرفت بحرب المائة عام .
تعتبر “حرب الـ100 عام” بين فرنسا وإنجلترا من أطول الحروب في التاريخ، إذ وقعت على مدار 116 عاما بين 1337 و1453، وتعاقب خلالها 5 ملوك على حكم فرنسا، و5 ملوك على حكم بريطانيا، وانتصرت خلالها فرنسا على بريطانيا وتمكنت من استعادة أراضيها، التي كانت قد وقعت في أيدي الإنجليز.
أما سبب التسمية فيعود إلى العام 1823 عندما أطلق الكاتب والمؤرخ الفرنسي “فيليب كونتامين” اسم “حرب الـ100 عام” على تلك الحرب، في كتاب له نُشِر في ذلك العام،( La Guerre de Cent Ans )
وصدر بعده كتاب آخر يحمل تسمية الحرب نفسها عام 1852 للكاتب والمؤرخ الفرنسي “ثيودور باشليه”، وأعقب ذلك تداول المصطلح بالكتب المدرسية الفرنسية بحلول عام 1839.
فحرب المائة عام صراع طويل بين فرنسا وإنجلترا، وقد دام 116 سنةَ مِنْ 1337 إلى 1453. ادّعى الملوكُ الإنجليزُ العرشُ الفرنسيُ وكافحوا من أجله. هذه الحرب قوطعتْ بعِدّة فترات طويلة مِنْ السلامِ قَبْلَ أَنْ تنتهي بطردِ الإنجليزِ مِنْ فرنسا…
و لا عجب..فقد صرح من قبل نفس الجنرال ياسر العطا و هو في نشوة من انتصار موعود .
.(( فلتستمر الحرب حتي و لو مات 48 مليون مواطنا ،،،))
نسي الجنرال ياسر العطا ،،و هو الحاكم و علي راس الدولة. يحدثنا عن استمرار الحرب لقرن من الزمان ،،،,,
..نسي أن (( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته )) و نسي أن الرسول صلى الله عليه و سلم أمير المجاهدين ، حذر الموت لأمته و حفاظا علي بيضة الاسلام عرض علي المشركين ثلث ثمار المدينة…و أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان بينه و بين اليهود مواثيق في ظل الجهاد في سبيل الله….و انه عندما توفي كان ليهود درع مرهون لديه…لم يصف اليهود بالعملاء أو الخونة ….و إنما إمتثالا لأمر رباني جادلهم بالتي هي احسن … (( و لو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك )) ناهيك عن خصوم من المسلمين!! فالحذر سنة الحياة .و إلا لما قال الله سبحانه و تعالي للمجاهدين … (( خذوا حذركم ) و فيما معناه ان يضع البعض اسلحتهم و يمسك البعض بها خشية غدر المشركين …ألم يكن الله علي نصرهم لقدير حتي و لو كانوا عزل ؟؟؟بلي….
نسي ياسر العطا و هو لا يأبه حتي و لو قتل الشعب كله ..أنه الحاكم علي راس الدولة.. أن سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ..لم يقل لو أن بغلة في الشام قتلت. .بل قال حتي و إن عثرت لسألنى الله عنها يوم القيامة… رفقا بالحيوان ناهيك عن البشر،!!! لكن ياسر العطا نسي أن (كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته..) و لا يأبه حتي و لو قتلت كل رعيته…
فحياة البشر هي الأصل و ليس الموت ..و ألا لما قال الله سبحانه و تعالي. من قتل نفسا بغير حق كمن قتل الناس جميعا و من أحياها كمن أحيا الناس جميعا …..أو كما قال…..
ألم يذكر ياسر العطا تصريح السادات قائد الجيش المصري في حرب العبور. انه بعد تردد لعدة مرات وافق علي وقف إطلاق النار…خوفا علي بلاده و علي الشعب المصري لانه لا يحارب إسرائيل فحسب و إنما الولايات المتحدة الأمريكية!! و كانت الزيارة التاريخية لتل أبيب و من ثم كانت اتفاقية السلام في كامب ديفيد..
و لعل ياسر العطا نفسه الذي شارك في حرب الجنوب و حروب الشرق و دارفور و المنطقتين..و هو سيد العارفين ..أن كل هذه الحروب انتهت بالحل التفاوضي السلمي..في عهد الإنقاذ…الذي لم يترك عاصمة افريقية و عربية إلا و طرق بابها بحثا عن السلام ،،،ما بين ابوجا و الدوحة و اسمرا. و انتهاءا بنيروبى و نيفاشا…و كانت خاتمة المسك اتفاقية جوبا السلام… إبان الموجة الأولى من الفترة الانتقالية الموؤودة ..و قد كانت اولي هذه الاتفاقيات السلمية …لكى لا ننسى اتفاقية اديس ايابا في العهد المايوي رغم أنها لم تكتب لها الحياة ،،،مثلما ولدت ميتة بفعل فاعل اتفاقية الميرغني قرنق..
حتي الحرب العالمية الاولى و التي استمرت لاربع سنوات 1914 _1948 انتهت بتوقيع اتفاقية هدنة في 11 نوفمبر 1918..
و قد ظل هذا اليوم يوما خالدا احتفاليا في 11 نوفمبر من كل عام و حتي اليوم لإحياء ذكرى هذه الهدنة الموقعة بين الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وألمانيا القيصرية ، لوقف الأعمال العدائية على الجبهة الغربية للحرب العالمية الأولى..
فليس هناك حرب انتهت بحسم عسكري.. و قد راينا كيف خرج من رحم الإبادة الجماعية في رواندا و من رحم نظام الابرثايد بفضل الكوديسا و خيار الحقيقة و المصالحة و العدالة الانتفالية هذا الاستقرار و هذه الطفرة
التنموية في كيغالي و بريتوريا.. و كيف كان سيكون الحال اذا انقرضت هذه الشعوب بفعل هذه الحروب…
ولتكن لكم في صلح الحديبية و في رسول الله صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة. فقد قال ( لا للحرب) رغم أن اصحابه يرون خلاف ذلك . فبالحكمة كفي المؤمنين شر القتال.
و قد كان اول مبعوث دبلوماسي في الإسلام سيدنا عثمان بن عفاف رضى الله عنها حيث ارسله النبي صلي الله عليه و سلم الي قريش..لكن دون جدوي..ثم تمخضت الاتصالات بين الطرفين عن صلح الحديبية. . حيث كلفت قريش كمفاوض لها سهيل بن عمرو القرشى لعقد الصلح.فلما رآه النبي قال ( قد سهل لكم أمركم ، اراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل) و من ثم اتفقا علي شروط الصلح.و قد كان اول خلاف حول الصياغة.. حول البسملة
دعا رسول الله علي بن أبي طالب فقال…أول مقرر لاتفاقية في الإسلام .. أكتب…بسم الله الرحمن الرحيم ) فقال ممثل قريش(..و الله لو نعلم انك رسول الله ما صددناك عن البيت.و لكن اكتب محمد بن عبد الله).
فلما اتفق الطرفان على الصلح دعا رسول الله علي بن أبي طالب فقال له: «اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم».
فقال سهيل: والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولكن اكتب محمد بن عبد الله
فقال: «إني رسول الله، وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله». و قد كفي نبي الله بهذه الحكمة المؤمنين شر القتال..
ثم كُتِبَت الصحيفة على الشروط و كان من أهم بنودها الامتناع عن الحرب لعشر سنوات و عدم اعتداء من طرفي الصلح مهما كانت الاسباب و أن يعود المسلمون ذلك العام على أن يدخلوا مكة معتمرين في العام المقبل..
وافق الرسول على شروط المعاهدة، التي بدا للبعض أن فيها إجحافا وذلاً للمسلمين، ومنهم عمر رضي الله عنه الذي قال للنبي ﷺ: ( ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟، قال ﷺ: بلى، فقال: فَلِمَ نعطي الدنية في ديننا إذاً؟ )، لكن الرسول كان مدركا وموقنا أن هذا الصلح سيكون فاتحة خير وبركة على المسلمين. ثم انصرف رسول الله قاصدا المدينة.
و لم لا تكن التسوية السلمية لهذه الحرب المدمرة فاتحة خير و بركة للوطن و للمواطنين؟؟؟؟

عن Admin2

شاهد أيضاً

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السياسة التي فصلت الجنوب ستفصل غيره*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السياسة التي فصلت الجنوب ستفصل غيره* الأسباب …