السفير الصادق المقلي يكتب: رغم الحديث عن فشل جده .هل ياتري يحتكم الكل لصوت العقل للحيلولة دون انهيار الدولة
هناك تناقض في موقف الوفد الحكومي .فهو يطالب بأن يستطحب التفاوض في جنيف مخرجات اعلام جده..الوفد في إعلان جده كان وفدا عسكريا وقع إنابة عن الجيش..فلماذا طالب الوفد الحكومي بتغيير تكوين الوفد لكي يكن باسم الحكومة.
ثانيا المبادرة الأمريكية ذكرت صراحة أنها في جنيف سوف تضع مخرجات جده ضمن الاجندة. فلماذا لا تناقش علي الطاولة في جنيف بدلا من طرحها كشرط مسبق!!؟
ثالثا و ما يدعو للغرابة الحكومة و غيره طفقوا يتحدثون عن إعلان جده و كأنه مفصل أو صنع خصيصا للدعم السريع.. فمخرجاته ملزمة للطرفين ..نعم الدعم السريع لم ينفذ ما يليه. فهل فعل الجيش؟
رابعا لعل لب و أس إعلان جده هو ضرورة التزام الطرفين باحترام القانون الدولي الإنساني و بصفة خاصة عدم استهداف المدنيين و الاعيان المدنية و عدم اعاقة انسياب المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب. فكلا طرفي النزاع لم يلتزما حتي اليوم و لحوالي العام و نصف العام و ظلت تلاحقهما المفوضية السامية لحقوق الانسان و الجنائية الدولية .!!
خامسا تلاحظ أن الجيش و غيره ظلوا يتحدثون فقط عن إعلان جده..بينما هناك أيضا جولة نوفمبر عن بناء الثقة و كان مما يلي الجيش فى خلاصتها أن تعمل الحكومة علي إعادة من تم إطلاق سراحهم بعد الحرب من المتهمين في انقلاب يونيو 1989 خاصة و أنهم كانوا أمام القضاء.
سادسا و اهم من ذلك كله ظل طرفا النزاع لا يولون اي أهمية لمعاناة الوطن و المواطنين..من جراء هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في تاريخ السودان حديث و التي وصفها المجتمع الدولي لأنها اسؤا كارثة انسانية يشهدها العالم اليوم…
فقد ظل كلاهما يسوقان شروطا مسبقة للمشاركة في منبر جنيف . .الأمر الذي يضعهما أمام المسؤولية التاريخية..
ختاما هل يا تري لو تم اجهاض أو فشل منبر جنيف المرتقب. ..فهل سيظل المجتمع الدولي مكتوف الأيدي و يجعل من هذه الحرب حربا منسية.
لا اعتقد. فالوضع الكارثة الذي ينذر بإنهيار الدولة و تفاقم معاناة المواطنين و الاستمرار من كلا الطرفين بانتهاكات حقوق الإنسان و القانون الدولي الإنساني..و انزلاق النزاع و الأزمة الإنسانية ما وراء حدود الوطن ،، و تهديد الامن و السلم الدولي ..ليس من المستبعد أن يستدعي تدخل اجنبيا يفرض السلام و يضع حدا لمآسى المواطنين الذين ظلوا طيلة استمرار الحرب و علي مدار الساعة يسددون فاتورة حرب لا ناقة لهم فيها و لا جملا،،قتلا و نزوحا و لجوءا و مرضا و جوعا..و لعل هذا الوضع الماساوى افظع عشرات المرات من ذلك الذي استدعي نشر قوات أممية لحفظ السلام في دارفور.. سيما و ان هذه الكارثة الإنسانية دخلت من غير استئذان كل بيت في هذا الوطن الجريح.
فهل ياترى سوف يحتكم المتحاربون الي صوت العقل و يلتقطون القفاز للاتحياز لخيار السلام في سبيل الحيلولة دون انهيار الدولة!؛!؟؟؟