خبطة نيوز
مقالات مشابهة
*محجوب مدني محجوب يكتب:*
*إن أريد إلا الإصلاح:*
*الظلم والعدل مدار التغيير!*
في مصر وفي تونس وفي بنغلاديش تبنى التغيير الإسلاميون.
وفي السودان تبنى التغيير قوى الحرية والتغيير مما يعني أن آلة التغيير يحركها الطغيان والظلم والكبت لا يغيرها تجاه معين أو طائفة معينة.
الطاقة التي تحرك الشعوب هي معاناتهم وتجرعهم للظلم.
هذه الطاقة إنسانية بحتة، فكما أن الإنسان ينفر من الظلم، فهو كذلك ينجذب نحو العدل.
الله سبحانه وتعالى لم يفرض الدين مخالفا لفطرة الإنسان.
وإنما فرضه موافقا لفطرته.
فالإنسان بغض النظر عن انتمائه وتوجه يرفض ويثور في وجه الظلم والطغيان.
فها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:.
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!
فمن أراد ان يكسب الشعب فليتبن خط العدل.
وإلا فسوف يثور عليه شعبه عاجلا أم آجلا.
كل الفرق بين الشعوب التي ثارت ضد الظلم، وتلك التي لم تحن ثورتها بعد هو أن الأخيرة لم تنضج، ولم تكتمل عناصر ثورتها بعد.
فحينما تنضج وتكتمل، فلا طاغية يستطيع أن يوقف هديرها.
فلا صحة للقول بأن ثورات الشعوب المضطهدة صنيعة غربية.
ولا صحة للقول بأنها مقصودة من جهة خارجية؛ لاعتبار أنها تكيد للنظام القائم، وتريد أن تقتعله من جذوره.
كيف ذلك؟
والثورات شملت البلاد من أقصاها إلى أقصاها.
كيف ذلك؟
وتوافق الشعب على شعور شمل جميع فئاتهم وأعمارهم واثنياتهم.
كيف ذلك؟
وقد عرض الشباب صدورهم للرصاص بكل شجاعة وثبات.
إن الحقيقة التي لا مفر منها هي حينما يقع الظلم، ويصل مداه لدى الشعوب، فلا تتحدث عن نظام إسلاموي أو يساري.
لا تتحدث عن أمجاد وبطولات لا أثر لها على الواقع.
لا تتحدث عن عواقب وخيمة ستحدث.
لن تقف الثورات إلا برفع الظلم.
إن الثورة كالسيل الهادر لا قوة توقفها إذا اكتملت عناصرها.
الدرس المستفاد من قيام الثورات هو ليس عدم قيامها، فهذا لا أحد يستطيع السيطرة عليه.
وإنما الدرس المستفاد هو أن ينظر الناس إلى ما قبل الثورة، ويبحثوا عن أسباب حدوثها؛ ليعملوا على تجنبها في المستقبل.
فما هي الأسباب التي أدت لصناعة الثورات.
هناك أدوات وأسباب ادت إلى قيام الثورة.
إذ لا علاقة لثورات الشعوب بأي مؤثر خارجي ومن تلكم الأسباب:
* حينما يصل الحاكم لمرحلة أنه لا أحد يستحق أن يسيطر على هذه البلد غيره.
* حينما يحول الحاكم ثروات البلد إلى جيبه الخاص يستخدمها متى شاء ولمن شاء.
* حينما تتحول البلد إلى طبقتين:
طبقة الحاكم وهي التي تمتلك كل شيء.
وطبقة تحت خط الفقر وهي طبقة الشعب.
* حينما تجد مؤسسات الدولة من قضاء وخدمة مدنية وإعلام ليس لها عمل وليس لها هم سوى إرضاء الحاكم والتطبيل له.
هذه هي مكونات الثورة، فإن اكتملت فلا أحد يستطيع أن يقف في وجهها.
إذ أن الجسر الذي يربط بين الحاكم وشعبه هو جسر العدل.
فإن انقطع فقد انقطعت صلة الحاكم بشعبه.
هذه سنن كونية مثلها مثل الزلازل والبراكين لها أسباب تكوين وأسباب حدوث وانفجار.