الرئيسية / الاعمدة / *محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *بعد الحرب ستتغير تركيبة الشعب السوداني للمرة الثانية*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *بعد الحرب ستتغير تركيبة الشعب السوداني للمرة الثانية*

*محجوب مدني محجوب يكتب:*
*إن أريد إلا الإصلاح:*
*بعد الحرب ستتغير تركيبة الشعب السوداني للمرة الثانية*
ذكر لي الوالد متعه الله بالصحة والعافية أن أجداده وعشيرته كانوا يسكنون في منطقة الكاملين قبل ظهور حروب عبد الله التعايشي والتي عرفت بالجهادية.
فبعد حروب الجهادية تغيرت تركيبة السودان وانقلبت رأسا على عقب.
سكن أم درمان أقوام لا علاقة لهم بحياة الحضر دعك من الاستقرار والتمدن.
وبالرغم من ذلك تأقلموا مع ظاهرة عبد الله التعايشي لترحيل القبائل إلى أم درمان.
وبالمقابل فر الفارون من ويلات الحرب، واتجهوا شرقا وأقصى الجنوب الشرقي.
وبعد أن استقرت البلد وجدت كل قبيلة أنها ليست في المكان الذي كانت فيه.
ما يحدث اليوم أشد خطرا من حروب الجهادية.
فقد هجرت الحرب اليوم المواطنين من بيوتهم، وإن كانت حروب الجهادية انتهت على استقرار القبائل في بقاع السودان المختلفة إلا أن المخيف حقا اليوم هو أنه لا يعرف الحالة التي يمكن أن يستقر عليها السودان بعد الحرب.
هل سيرجع الناس إلى بيوتهم، وكأن شيئا لم يكن؟
وكيف يتعايش الناس مع همج وأوباش ليست لهم علاقة بأي إنسانية؟
يعني استحالة أن يتعايش المواطن مع من همه النهب والسلب وانتهاك الحرمات.
الموت أهون عليه من أن يجد نفسه في وسط هؤلاء.
هذا من ناحية السكن والاستقرار.
كما سيحدث تغيير جذري لحياة الناس بعد هذه الحرب.
فمن يملك متجرا لم يعد يملكه.
ومن يملك بيتا مؤسسا بذل فيه عصارة عمره لتأسيسه لم يعد يملكه، فوفقا لذلك ستتغير تركيبة المجتمع بعد أن يصبح الأغنياء بلا مأوى وبلا ثروة..
ومن يحل محلهم أناس آخرون لم يعرف كنههم إلى الآن.
فهل سيحل محل الأغنياء وأصحاب المشاريع التي انهارت أناس من أهل السودان؟
أم سيسيطر على ممتلكات الأغنياء وثرواتهم أناس غريبو الوجه واليد واللسان؟
إن التغيير الذي سيحدث بعد أن تضع الحرب الدائرة في السودان أوزارها لهو أخطر وأقسى من ذلك التغيير الذي حدث إبان الحروب الجهادية.
تغيير في التركيبة السكانية، وتغيير في التركيبة الاقتصادية، وبالتالي ينعكس كل ذلك، فيحدث تغييرا اجتماعيا يختلف كل الاختلاف عن التغيير الذي ظلت التركيبة السودانية محافظة عليه لمدة تفوق القرن.
إلا أن الشبه العظيم بين حرب الجهادية والحرب اليوم هو أن كلتا الحربين لم تحققا الهدف الذي نشبت من أجله الحرب.
فكما أن عبد الله التعايشي لم يحقق مملكته، وانتهت به إلى الموت بعيدا عن حاضرته أم درمان.
فكذلك من نشبوا الحرب اليوم، فلن ينالوا منها شيئا.
أما حتفهم، فلا يهم إن كان في أم دبيكرات أو غيرها.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السياسة التي فصلت الجنوب ستفصل غيره*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السياسة التي فصلت الجنوب ستفصل غيره* الأسباب …