الرئيسية / الاعمدة / *صبري محمد علي يكتب:* *بمعنى آخر يا (عب باسط)*

*صبري محمد علي يكتب:* *بمعنى آخر يا (عب باسط)*

*صبري محمد علي يكتب:*
*بمعنى آخر يا (عب باسط)*

حدث مُغادرة (ماتبقى) من سفارة دولة الأمارات للسودان بالأمس وما أثير حوله من تنظير وحماس وبعضها تناوله بتخوّف وبعضهم تناوله بالقشة التي قصمت ظهر الامارات
ولكن لم أقرأ لأحد أن تناول الخبر كإنتصار للإرادة الوطنية السودانية و للقيادة التى سبحت مع التيار الوطني الجارف الذي لا يري من بد سوى حسم التمرد مهما كلف ذلك من ثمن
وأن هذا الشعب الكريم أصيب في كل شئ وليس لديه ما يخشى عليه بعد الذي حدث
وكما قال طه البطحاني في مسرحية العبادي الشهيرة (ريا وطه)
*عيش الدُنيا إن كان يحلى*
*و إن كان مرّة*
*الزين ما بدوم والزول*
*بموت فد مرّة*
فالذي حصل حول موضوع الأمارات بمغادرتها السودان بالامس هو إمتداد (للزردية) الدبلوماسية التي أدخلها فيها السودان وكان آخرها شكواه التي إعتمدها مجلس الأمن وتم توزيعها قبل يومين كوثيقة
يُضاف الي ذلك ….
النبرة الأمريكية التي بدأت (مايعه) مؤخراً حول دفاعها عن الأمارات حفاظاً علي الثلاثة شهور المتبقية التي تفصلها عن إنطلاق الإنتخابات الامريكية نوفمبر القادم
فعلى الأقل ….
إن فشلت حكومة الديمقراطيون في إحراز تقدم في الملف السوداني بإيقاف الحرب (جنيف)
فيجب ان لا تخسر المزيد
لذا ….
(قال ليك يا ولد)
(سيبك) من الأمارات ومن الدعم السريع
ومن هُنا تصاعد الخوف الأماراتي مما هو قادم فآثرت أن تنجو بنفسها بمُغادرةً السودان نهائياً (لربما) فالعصمة والقرار عند دولة المقر.
و صحيح أن …
آخر المُغادرين كانوا حُرّاس أمن وموظفون صغار بجوازات عادية بينهم دبلوماسي واحد
تم معاملتهم في منتهى الإحترام أثناء إجراءآت المغادرة
حدثني من أثق فيه أن بعضهم عالج العبرة والدمعة أمام الخُلق السوداني الرفيع الذي قابلوه وهم يُغادرون
وغداً لربما سيكتبون بانفسهم ذلك ضمن مذكراتهم الشخصية عن السودان كما كتب غيرهم عن طيبة وسماحة هذا الشعب الكريم ……
كما قال الشاعر السعودي أحمد محمد حلواني عن أهل السودان
*هُم أهل جود وأخلاق ومكرمة*
*و أهل صدقٍ وأهل الدين و الأدب*
*لا يحملون حقداً ولا حسداً*
*ولا يشترون عقول الناس* *بالكذب*
*و يملكون نفوساً طاب منطقها*
*عند الشدائد والأحزان والغضب*
*يا دولة سطرت أمجادها شرفاً*
*بالعز والدين والأخلاق لا النسب*
نعم أصلاً …..
ليس للأمارات دبلوماسيين أساسيين منذ ديسمبر من العام الماضي ٢٠٢٣م بعدما طردت سلطات أبوظبي (١٤) دبلوماسياً سودانياً
(على ما أذكر)
فطرد السودان ذات العدد في ظرف (٢٤) ساعة كمعاملة بالمثل وهذا حق مكفول
وبقيت العلاقات في حالة جمود دون قطع أو حميمية وإنتقل الصراع الى أروقة المنظمات الدولية
ولكن حتماً بعد خطوة الأمس يتأكد تماماً للمراقب أن الأمارات قد تجرعت كأس الهزيمة والفضيحة في كأس واحد وإقتنعت تماماً أن لا سبيل لإصلاح كأس الزجاج المكسور بينها وبين السودان
وما عليها إلا أن تندب حظها على ما خسرت من مليارات الدولارات أنفقتها لدعم المليشيا المتمردة ثم كانت عليها حسرة و لم تجنِ منها سوى السراب .
*إرادة الشعوب لن تُهزم*
*وشعب السودان عصيٌ على التركيع والإذلال*
هما الدرسان الوحيدان اللّذان خرجت بهما الأمارات من هذه التجربة
وما ينتظرها الكثير إقتصادياً وسنترك ذلك للحكومة القادمة ولكن قطعاً لن تكون الأمارات هي الأمارات مستقبلاً
ولن أجد أنسب مؤاساة غير أغنية
*براي سويتا في نفسي*
*قلبي الحبّه ما واعي*
#جيش_واحد_شعب_واحد
السبت ١٤/سبتمبر ٢٠٢٤م

عن Admin2

شاهد أيضاً

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السياسة التي فصلت الجنوب ستفصل غيره*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السياسة التي فصلت الجنوب ستفصل غيره* الأسباب …