الرئيسية / الاعمدة / *بخاري بشير يكتب: خارج الإطار* *جهاز المخابرات العامة .. فصول من سفر البطولة*

*بخاري بشير يكتب: خارج الإطار* *جهاز المخابرات العامة .. فصول من سفر البطولة*

*بخاري بشير يكتب: خارج الإطار*
*جهاز المخابرات العامة .. فصول من سفر البطولة*

منذ أن كانت نوايا الباغي الشقي حميدتي، مجرد نوايا وهو يستقوى ويستنصر بمجموعة حمدوك بدأ واضحا لقيادات جهاز المخابرات العامة وكافة ضباطه، ملمح العدوان الذي كان يتأبطه هذا الرجل. وبناءاََ على ذلك سعى حميدتي جاهدا لابتلاع هيئة العمليات بأسلحتها ومواقعها ومعسكراتها، ثم أكثر من ذلك عندما صور للكافة أنها جسم عدو غير مرغوب فيه، وهو أول من قال إن هيئة العمليات تمردت على الدولة.
وساق زعيم التمرد هذا الزعم وسوق لهذه الفرية لانه يعلم علم اليقين أن هيئة العمليات هي الوحيدة القادرة على مواجهة قواته في الأحياء والمدن والأسواق، وهو كان يعلم كذلك، بأبعاد مخططه الذي أراد من خلاله ابتلاع الدولة السودانية وتحويلها لدويلة آل دقلو.. ولهذا السبب أراد الباغي الشقي تغييب هيئة العمليات وازاحتها عن المشهد.
لكن كان منسوبو جهاز المخابرات العامة في الموعد برغم إزاحة هيئة العمليات، جمعوا صفوفهم منذ انطلاقة الرصاصة الأولى، وكانوا مع إخوانهم في القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى كتفا بكتف ورصاصة برصاصة.. عادت كتائب العمل الخاص التابعة لجهاز المخابرات كيد باطشة وسد منيع أمام أطماع أسرة آل دقلو.
وسجلت كتائب جهاز المخابرات العامة ومقاتليها فصولا من سفر البطولة في حرب الكرامة، قدم فيها الشباب دماءهم الذكية و نفوسهم الطاهرة فداء للوطن، فكانت آلاف الحكايا والروايات التي يتداولها الناس بفخر واعتزاز، والتي تفوقت على كثير من قصص التاريخ، وأثبت لنا هؤلاء الرجال أن أرض السودان غالية وكرامة مواطنيه أغلى من كل كنوز الدنيا.
قامت قيادة جهاز المخابرات العامة يتقدمها السيد المدير العام الفريق أول احمد ابراهيم مفضل ونائبه الفريق محمد عباس اللبيب بالاستجابة السريعة وإعداد التشكيلات العسكرية المتقدمة من فرق العمل الخاص التي شاركت في العمليات المختلفة بكافة المتحركات، وظهر أداء مشاركة العمل الخاص جليا في معارك امدرمان، من خلال اسهامهم الكبير في تحريرها بالكامل من دنس المتمردين، وهي معارك قدم فيها الجندي والضابط السوداني ما يفوق حد الوصف والامكانيات.. ولا تقل بأي حال عن فدائية وبطولة الحرس الرئاسي وهم يفدون رأس الدولة بأرواحهم لحظة انطلاق المؤامرة.
كما أسهم عناصر العمل الخاص في معارك تحرير كل من سنار وسنجة والدندر والسوكي وود مدني.
صمود القوات المسلحة السودانية لواحد وعشرين شهرا من عمر المؤامرة الدولية أكسبها قدرات عالية وتجربة فريدة في إدارة حرب المدن، الأمر الذي سيضعها في مقدمة جيوش كثيرة في المستقبل.
هذه التجارب توجت بكسر الحصار على القيادة العامة وتحرير مصفاة الجيلي بالخرطوم والتقاء جيش امدرمان مع جيش سلاح الإشارة.. الصمود الأسطوري لعدد قليل من الضباط والجنود لقرابة العامين أمر يعد من المستحيلات في العلوم العسكرية التي لم تدرس، لكنها براعة وفدائية الجندي السوداني الذي لا يعرف المستحيل، إن عمليات كسر الحصار ولقاء الجيوش قدمت فيها كتائب العمل الخاص عصارة خبرتها وتجربتها وخلاصة صبرها،، فكانت هذه النتائج الباهرة، التي جعلت التمرد ينهار وحصونه تسقط الواحد بعد الآخر، و لم تكن هذه العمليات سهلة، ولكن كانت الإرادة أكبر من الفشل، فكان هذا النجاح.
مكاتب جهاز المخابرات العامة بموقف شندي، كانت أيضا ترسم لوحة زاهية من سفر البطولة الوطنية والصمود، فقد رابط في هذا المكان حوالي ٩٠ جنديا وضابطا، أو ما عرف بكتيبة الموت، وهم يدافعون ببسالة عن مقرهم، ولم تستطع جحافل الخونة والمتمردين أن تدخل لهذا العرين رغم استمرار موجات الهجوم بشكل يومي طيلة هذه الفترة.
إن ما سطره جهاز المخابرات العامة وابطاله الميامين في حرب الكرامة، يحتاج من قبيلة الإعلام التوثيق، فقد ٱن الآون أن يتجه الإعلام لعمل وثائقيات كبيرة وضخمة تحفظ لجهاز المخابرات دوره، ولتكشف للأجيال القادمة صمود هؤلاء الأبطال، في أحلك فترات التأريخ السوداني.
وفي ظني هذا سفر كبير يحتاج إلى منتوج مكتوب واخر مسموع وثالث مرئي، تكتمل فيه اللوحة الواقعية التي تجاوزت الخيال.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*بخاري بشير يكتب:* *خارج الإطار:* *المنفيون يسعون لتشكيل حكومة منفى!*

*بخاري بشير يكتب:* *خارج الإطار:* *المنفيون يسعون لتشكيل حكومة منفى!* لا زالت تنسيقية القوى الديمقراطية …