الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: لماذا لا نفتح صفحة جديدة؟!

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: لماذا لا نفتح صفحة جديدة؟!

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
لماذا لا نفتح صفحة جديدة؟!
الناظر إلى المشهد السياسي السوداني يجد أنه يتكون من أجسام مختلفة آيديولوجيا بمعنى أن كل مجموعة تنظر إلى المشهد السياسي من ناحية عقائدية وفكرية مختلفة، ووفقا لهذا الاختلاف لا يوجد سوى خيارين للتعامل معه.
الخيار الأول: أن تنفي مجموعة بقية المجموعات، وتنفرد هي بالسلطة؛ لتسير الحكم حسب معتقدها وفكرها السياسي.
الخيار الثاني: أن تدخل المجموعات في تنافس للكسب السياسي بحيث يكون الفائز من المجموعات هو من يفرض برنامجه السياسي.
الخيار الأول ظل يجرب طيلة السنوات الماضية، ولم تكن حصيلته سوى زيادة تعقيد المشهد.
لم تكن حصيلته سوى تفريخ مزيد من الأزمات.
لم يكن حصيلته سوى أنه قسم السودان إلى شمال وجنوب.
لم يكن حصيلته سوى هذه الحرب الدائرة اليوم.
حرب قد يقال عنها أنها مدعومة من الخارج لكن استحالة أن يقال عنها أن أبطالها لا يمثلون أبناء هذا الوطن.
الخيار الثاني هو الخيار الوحيد الذي يمكن معه أن يستقر الوطن و يستتب أمنه.
إذ أن الخلاف بين المجموعات السياسية السودانية إن كان خلافا يتعلق بالخدمات وبالتنمية العمرانية للبلد؛ لتمت المقارنة بين المجموعات وفقا لهذا الخلاف، فيعرض من الذي يستطيع أن يقدم خدمة أفضل.
إلا أن الخلاف لا علاقة له البتة بالخدمات وبالحلول الاقتصادية للبلد.
كل الخلاف ينحصر في الفكر الإيديولوجي لكل مجموعة.
وبالتالي إن لم يتم القضاء على هذا المختلف، فلا حل معه سوى الانتصار عليه، وهذا الانتصار لا يتم بالقوة؛ لأنه إن تم بالقوة، فسوف يكون سلاح كل مجموعة هذا المواطن المغلوب على أمره.
إن تم الانتصار بالقوة، فسوف يكون ثمنه تشريد وسحق وإبادة هذا المواطن.
إن تم الانتصار بالقوة، فسوف يكون ثمنه تمزيق وتشتيت أجزاء هذا الوطن.
وبما أن لا أحد مقتنع بفكر الآخر.
وبما أن كل مجموعة تريد أن تحكم الشعب السوداني، فلتعرض كل مجموعة بضاعتها على الشعب السوداني، ولتترك الشعب السوداني يختار.
ولتترك الشعب السوداني يقرر من يحكمه.
أي حل غير هذا الحل وسط مكونات هذا الحراك السياسي، فلن يكون معه سوى تدمير وتمزيق هذا الوطن.
قطعا كل مجموعة لها الخيار في الطريقة التي تحكم بها السودان لكن قطعا ليس لها الخيار في نتائج خيارها.
ليس لها الخيار في الآثار المترتبة على خيارها.
فإن تحول السودان إلى بلد آمن ومستقر فبسببنا.
وإن تحول إلى ساحة للقتال والعراك فبسببنا أيضا.

عن Admin2

شاهد أيضاً

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح. نتنياهو أمام المحكمة الجنائية!

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح. نتنياهو أمام المحكمة الجنائية! في صالحنا كمسلمين …