الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن اريد إلا الإصلاح: البرهان وحمدوك كلاهما لا يعملان على وقف الحرب

محجوب مدني محجوب يكتب: إن اريد إلا الإصلاح: البرهان وحمدوك كلاهما لا يعملان على وقف الحرب

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن اريد إلا الإصلاح:
البرهان وحمدوك كلاهما لا يعملان على وقف الحرب

صرنا مع الحرب والحمد لله في بلاء عظيم نعاني منه أشد المعاناة.
في السابق كان موجودا هذا البلاء  نوعا ما، ولكنه مع الحرب استفحل وانتشر حتى كاد أن يكون موجودا في جميع دوائرنا المجتمعية.
وهو أنه ما أن يتم تحديد موقف إلا وتنهال الاتهامات على هذا الموقف بضده.
فإن تمت مهاجمة سخافة الفريق البرهان يقال عن هذا الموقف مباشرة ودون تفكير أنه موقف قحاتي، وإن تم الوقوف مع حمدوك يقال عنه مباشرة موقف دعامي، وإن تم الوقوف مع تسليح المواطنين كذلك يقال عنه موقف الفلول.
إلا أن الفكرة هنا في هذا المقال الغرض منها الوقوف بعيدا عن أي تصنيف.
في مقابل النظر إلى هذه الرؤى التي تبحث عن وقف هذا النزيف الذي عاني منه السودان منذ الخامس عشر من أبريل أشد المعاناة.
فلننظر إلى موقف الفريق عبد الفتاح البرهان ممثل الجيش حيث صار موقف الرجل من الحرب وكأنه انطبق عليه مثلنا الشعبي( دا حار ودا ما بنكوي بيهو ).
بمعني أن الرجل لا يريد ان يحسم الحرب تفاوضيا كما أنه لم يستطع ان يحسمها عسكريا، ونتيجة لهذا الموقف السلبي من الجهتين ذاق هذا الشعب الأمرين.
وما يستغرب له حقيقة موقف هذا الجيش الذي يمثله البرهان ماذا ينتظر من هذا الرجل بعد كل هذه الإخفاقات التي حدثت أثناء توليه قيادة الجيش في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الجيش؟
ألا يخشى هذا الجيش من ضياع مؤسسته مع هذا الرجل؟
وإن ضاعت وهو الآن لم يستطع أن يحافظ عليها.
كيف له أن يعيدها مرة ثانية كقوات مسؤولة عن أمن ودفاع السودان؟
فإن هذا الفشل الذريع الذي حصده الرجل خلال تسعة اشهر وبلا أدنى مبرر مع قبح وسوء مبرراته وخطاباته والتي كانت أسوأ من فشله كفيلة لأن يوجد حلا بديلا له.
أما السيد د. عبد الله  حمدوك فمسلكه لإنهاء الحرب، فمختلف أو هكذا ينبغي ان يكون مختلفا، فالرجل ممثلا لحركة ما يعرف ب(تقدم) وهي حركة من اسمها وعناصرها حركة مدنية كاملة الملامح وبالتالي ينبغي أن يكون موقفها توافقيا الأمر الذي يختلف من موقف الفريق البرهان.
فالأخير مطلوب منه أن يوقف الحرب بأي شكل كان مادام لم يستطع أن يحله عسكريا لسبب واحد وهو أن أي تأخير في الحسم ولو لدقيقة واحدة، فإن من يدفع ثمن هذا التأخير هو المواطن، فلو جاءنا هذا البرهان بحل يزيل شبح الحرب، ولو كان معه إسرائيل لما اعترض عليه أحد، فكما أنه ليس بعد الكفر ذنب، فكذلك ليس بعد القتل والاغتصاب والتشريد ابتلاء.
هذا الذي ينبغي أن يقفه الفريق البرهان باعتباره قأئدا للجيش.
أما موقف الدكتور عبد الله حمدوك، فهو حسب الجهة التي يمثلها لا يمكن أن يفرض موقفه.
وكل ما يمكن أن يعمله هو عملية تراضي بين الأطراف المتنازعة، وبما أن حمدوك يضمن جانب الدعم السريع، فكان الأولى له أن يخاطب الجيش أولا  وكل الكيانات السياسية والحركات المسلحة الأخرى من أجل الوصول معها لحل توافقي يجتمع عليه الكل.
بالنسبة للفلول لا بد أن يجلس معهم باعتبارهم المحرك القوي لهذه الحرب إن لم يكونوا المحرك الوحيد لها.
حتى ولو فصيل واحد منهم ليضمن نجاح مسعاه.
أما أن يركز السيد حمدوك على قيادة الدعم السريع، فهذا المجهود عدمه أفضل من وجوده؛ لأنه لن يعمل سوى على تأجيج الحرب.
أما إذا نجح الرجل في استقطاب ولو فصيل واحد على الاقل من النظام البائد، فقد يكون قد قدم رؤية تتناسب مع مكانته السياسية المدنية.
أما أن يجلس مع الدعم السريع ويكتفي بالتلويح للجيش للجلوس معه، فلن يحصد هذا العمل سوى مزيد من الحرب.
ولعل خطاب الفريق البرهان اليوم الذي ألقاه بشرق السودان دليل قاطع على أن حمدوك كان يغرد في تجاه واحد، ولم يعمل حسابا للجيش.
طبعا هذا الافتراض من باب أن حل حمدوك توافقي لا باعتباره داعم لحميدتي.
اما إن كان داعما لحميدتي كما هو واضح، فلا يحتاج بالضرورة أن يجمع بين الأطراف.
ويكفيه أن يقف مع صاحبه إلى أن يرى على ماذا ترسى الأمور.
وبهذا التفسير يكون قد اتضح كلا الموقفين سواء موقف البرهان والذي جعلت منه خطوة حمدوك مع حميدتي  أكثر ضبابية.
وهذا ما تمت الإشارة إليه ف(جيت تكحلها عميتها يا حمدوك)
فالجيش يتطلب قيادة حاسمة إما الميدان أو التفاوض وفي كلا الحلين لا بد من تغيير الفريق البرهان.
فهذه الفترة بكل إخفاقاتها بينت مقدرات الرجل.
وبالنسبة لموقف (تقدم) فإنها إن استمرت تنادي الفرق المتناحرة من منصة حميدتي، فلن تفعل بذلك شيئا سوى إطالة أمد الحرب.
وبالتالي لا بد من السعي لشخصية غير حمدوك تتولى هذه المهمة.
ولعل حزب الأمة باعتباره حزبا قريبا من بقية الأحزاب يمكن أن يتولى مهمة جمع الكيانات المختلفة تحت مظلة تفاوضية واحدة.
حيث يبدأ تقديمها للجيش أولا باعتباره هو من يتمسك بالحرب الآن ولو ظاهريا.
ومع حمدوك يمكن التنسيق مع الدعم السريع.
إن لم نرم وراء ظهرنا التسربات السابقة، فسوف تعمل الحرب على تضخيم هذه التسربات ومن ثم ابتلاع البلد برمته وحينها سنندم ولات ساعة مندم.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*قسم بشير محمد الحسن يكتب :* *افرازات تدهور العملة السودانية امام العملات الاجنبيه !!!*

*قسم بشير محمد الحسن يكتب :* *افرازات تدهور العملة السودانية امام العملات الاجنبيه !!!* مازالت …