السفير الصادق المقلي يكتب: الايقاد… الدبلوماسية السودانية…وداعا شعرة معاوية في علاقاتنا الدولية
هكذا قطعت الخارجية السودانية في بيانها الأخير شعرة معاوية في علاقاتنا السودان الإقليمية و الدولية… بتعليقها للتعاون مع الايقاد فيما يتعلق بملف الأزمة الراهنة في السودان…نعم هي لم تصل بعد. ..كما يخظئ البعض .. الي درجة تجميد العضوية في هذه المنطقة الإقليمية التي نحن من الاعضاء المؤسسين لها…
ما يثير الغرابة و يدعو إلى الدهشة ،ان وزارة الخارجية أعلنت في بيانها ، مقاطعة قمة عنتبي بحجة أن دعوتها لحميدتي فيه مساس بسيادة الدولة…في وقت وافقت فيه الخارجية نفسها علي المشاركه في قمة جيبوتي التي دعت هي أيضا حميدتي للمشاركة فيها لكي يلتقي الرجلان هناك.. و بعد ذلك حدث ما حدث..نفس القمة ، نفس المنظمة و نفس الشخص…فما الذي جد في يوغندا لكي يقاطع السودان القمة؟؟؟؟
و قد سحب البيان الختامي البساط من تحت اقدام الخارجية..فهو لم يشير من قريب أو بعيد الي حضور حميدتي..كما انه لم يقفل الباب أمام جهود لاحقة للمنظمة في سبيل أن يتم لقاء مباشر بين أطراف النزاع…و أمن علي ضرورة وقف فوري لإطلاق النار..
هذه الخطوة بالتأكيد غير موفقة ، لأن ليس للقمة في الوقت الحاضر من اهتمام غير الحرب الدائرة في السودان….و هي لم تدفع بمبادرة كي يتم التدارس حولها في حضور الرجلين …فدورها و لحين اشعار اخر لا يتعدي دور الوسيط أو المسهل. لاي مسعي من شأنه أن ينهي هذه الحرب العبثية…كما وصفها البرهان نفسه . و يضع حدا لهذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في تاريخ السودان الحديث…و ربما رأت الايقاد و الفاعلون الدوليون من المهتمين بالشأن السوداني ،ان مثل هكذا لقاء من شأنه أن يحرك الرمال الساكنة و يفك الجمود في الجهود السلمية الرامية الي نزع فتيل الأزمة و بصفة خاصة من خلال منبر جده الذي انفض سامره و لحين اخر .
تلاحط أيضا تضارب في التعاطي الرسمي حول التعاطي مع الجهد الخارجي لحل الأزمة ما بين شارع القصر و شارع الجامعة…فلم يجف بعد تصريح الرئاسة المؤيد لكل المبادرات الرامية الي السلام ،حتي فاجأت الخارجية العالم ببيانها الرافض لقمة الايقاد في يوغندا…نفس هذه التقاطعات وضحت جلية في قمة جيبوتي السابقة ، اذ قبل أن تهبط بعد الطائرة المقلة للبرهان في مطار الخرطوم في طريق العودة حيث ترأس وفد السودان لتلك القمة ،،،حتي فاجاءتنا الخارجية بيانها الذي أوضحت فيه أن مخرجات تلك القمة الرئاسية لا تعنيهم في شئ !!!!!!!!!
هذا لعمري عدم التناغم في التعاطي الرسمي للدولة مع أجندة المحافل الإقليمية… inconsistency and conflicting statements…
و في اعتقادي أيضا أن هذه الخطوة قد جانبها التوفيق و في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد و الكل يبحث عن اي وسيلة تخرج هذه البلاد من حالة اللادولة التي تشهدها،،و أن تضع حدا لهذه الأزمة الإنسانية الكارثية التي ظل الوظن و المواطن السوداني يدفع فاتورتها منذ الخامس عشر من ابريل الماضي…و حدا لهذه الحرب التي قضت على الأخضر واليابس، علي الحرث و النسل ، و علي الشجر والحجر…
كان الاحري لوزارة الخارجية التي من ابجديات مهامها تجسير العلاقات الخارجية و اصلاح ما تفسده السياسة علي صعيد هذه العلاقات،، و العمل على فك طوق هذه العزلة الدولية والإقليمية التي ظل يعاني منها السودان منذ انقلاب الخامس و العشرين من اكتوبر، ،2021,,,كما تعلم جيدا أن الايقاد هي شعرة معاوية في علاقاتنا الأفريقية ..سيما و أن السودان ما برحت عضويته مجمدة في الاتحاد الافريقي الذي هو من المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية في مطلع ستينات القرن العشرين..
هذه الخطوة من قبل الخارجية قد أحكمت تماما من طوق العزلة الدولية والإقليمية ، فضلا عن القطيعة مع المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف.. في وقت أنهك فيه الانقلاب و هذه الحرب خزينة الدولة و افقرتها..و السودان أحوج ما يكون للمجمع الدولي لإعمار ما خربته هذه الحرب اللعينة…و لا يمكن علي الاطلاق أن تنهض البلاد عندما تضع هذه الحرب أوزارها بإذن الله…بمعزل عن العالم الخارجي….فلولا خارطة مارشال الأمريكية لما نهضت اوربا التي خربت اقتصادها و دمرت بنيتها التحتية الحرب العالمية الثانية..
اخيرا السؤال الذي يطرح نفسه…ماذا كان يضير الحكومة السودانية إن حضرت القمة و أسمعت العالم صوتها و رؤيتها تجاه وقف الحرب و إحلال السلام في السودان ؟؟؟ فالدولة ذات سيادة ليس بمقدور أحد أن يلوي ذراعها …بدلا من المقاطعة التي لا شك ضررها أكثر من نفعها ….
و لا شك أن استمرار هذه الحرب و هذه الأزمة فى في البلاد و مخاطر تهديدها السلم والأمن الدولي ،،سوف يجعل الباب مواربا أمام احتمالات التدخل الأجنبي و هذا ما لا يرغبه احد و لا تحمد عقباه…
الرئيسية / الاعمدة / السفير الصادق المقلي يكتب: الايقاد… الدبلوماسية السودانية…وداعا شعرة معاوية في علاقاتنا الدولية
شاهد أيضاً
*د. الفاتح يس:* *تعقيب على تصريحات الأمين التنفيذي للأمم المتحدة*
*د. الفاتح يس:* *تعقيب على تصريحات الأمين التنفيذي للأمم المتحدة* الأمين التنفيذي لإتفاقية الأمم المتحدة …