أخبار عاجلة
الرئيسية / الاعمدة / الفاتح داؤد يكتب: والي القضارف واخرون قليل من الانصاف

الفاتح داؤد يكتب: والي القضارف واخرون قليل من الانصاف

الفاتح داؤد يكتب: والي القضارف واخرون قليل من الانصاف
أعلم ان هذه الحرب لم تفصح بعد الإ عن القليل من أسرارها،لان هنالك ثمة روايات لم تكتمل فصولها بعد،بعض ابطالها شهداء اصطفاهم الله واخرون لازالوا احياء سوف ينصفهم التاريخ عاجلا او آجلا، لعبوا دورا مفصليا في تماسك مؤسسات الدولة السودانية،التي كانت علي وشك الانهيار عشية انفجار زلزال الحرب المدمر،الذي ضرب في كل الجبهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ماحدث في الاسبوع الاول للحرب من فراغ سياسي في الخرطوم كان وحده كفيلا بانهيار السودان، لولا ان قيض الله بعض رجال الدولة من ولاة الولايات الذين امتصوا الصدمة الأولي بثبات وجسارة وشجاعة،مكنتهم من جمع شتات المسئولين من كبار رجال الدولة،الذين تفرقت بهم السبل وهاموا علي وجوههم من هول الفاجعة.
وكانت من اكبر التحديات التي امام ولاة الولايات حينئذ،هي تأكيد استمرار أجهزة ومؤسسات الدولة في اداء واجبها الدستوري،دون اكتراث لدعاية الماكينة الإعلامية للمليشيا،التي سعت الي تثبيت فرضية انهيار مؤسسات الدولة،وكان اول نجح لولاة الولايات سد الفراغ السياسي واعادة الحياة الي مفاصل
القطاع الاقتصادي، عبر خطط استقطاب المؤسسات الاقتصادية القومية التي تعرضت الي الشلل ،”الجمارك والضرائب والمصارف والبنوك وشلل القطاع التجاري،مع توقف سائر عمليات الصادر بعد انهيار الجهاز المصرفي،
كل تلك التحديات لم تثني ولاة الولايات رغم “شح الموارد” من خلق بدائل سريعة وابتكار حلول عاجلة،لاعادة الحيوية الي مؤسسات الدولة، لتغطية نفقات الحرب من شراء للسلاح وتشوين المؤن الغذائية للجيش،مع استمرار الحكومات الولائية في الوفاء بالتزاماتها في دعم الصحة وادارة ملف النازحين ،الذين شكلوا ضغطا كبيرا علي الموارد والخدمات الاساسية في ولايات التماس خاصة الجزيرة والقضارف ونهر النيل والنيل الابيض .
وبعد امتصاص القيادة السياسية للصدمة واستعادة زمام المبادرة ،كان علي حكام الولايات تبني سياسة اكثر استقلالية في ادارة شئونها بعيدا عن دعم الدولة المباشر قوامها ترتيب أولويات الانفاق الحكومي.
كان لهذا التوجة رغم تبعاته الاقتصادية الأثر البالغ في تخفيف الضغط على الحكومة الاتحادية، حتي تتمكن من التفرغ لادارة معركة الحرب بكل كلفتها العسكرية وتعقيدتها السياسية وملفاتها الدبلوماسية.
ولعل اللافت في هذه الملحمة الوطنية أن ولاية مثل القضارف استطاعت،تقديم النموذج في امتصاص التداعيات الإنسانية لاستقبال مئات الآلاف من النازحين بسلاسة، بالتوازي مع استمرار انسياب الخدمات الأساسية في حدها الادني، اضافة إلي ادارة ملف الأمن في ولاية أصبحت في مرمي نيران المليشيا، فضلا عن استمرارها في تقديم الدعم والاسناد للمجهود الحربي بالمال والرجال، عبر استنهاض كافة شرائح المجتمع، وهو جهد يستحق الإشادة والثناء في زمن عزت الحقيقة.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*د. محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *يا حديثين العهد*

*د. محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *يا حديثين العهد* الخزي والعار دولة تشاد …