السفير الصادق المقلي يكتب: ياسر العطا ، تصفير العداد و الزواج الكاثوليكى بين الكتلة الديمقراطية و العسكر
هل يا تري يبشرنا ياسر العطا بتصريحاته عن تشكيل حكومة حرب يكون علي رأسها البرهان و بٱشرافه هو و مشاركة الاجهزة الأمنية فيها. ..هل يبشرنا بتصفير العداد و العوده الى مربع 11 ابريل ؟؟؟؟
..مع فارق كبير هذه المرة…بدلا من شراكة مع القوي التي صنعت الثورة …حكومة عسكرية مكتملة الاركان تتولي إدارة فتره انتقالية لا مكان للمدنيين فيها…الأمر الذي يعني تجريبا للمجرب بإطالة أمد سلطة الأمر الواقع الانقلابية التي ظلت منذ انقلاب اكتوبر بلا حكومة ..بلا هيبة للسلطة و انهيار تام علي مختلف الاصعدة ..و قد زادت هذه الحرب اللعينة القذرة ( الطين بلة )
…و هو في نشوة خطابه التعبوي أمام جنوده …نسي أو تناسى ما آلت إليه الاوضاع في البلاد من جراء الانقلاب و من تبعات هذه الحرب ..
لقد ظل ياسر العطا يطلق الحديث علي عواهنه ، صرح في كوستي أن الهدف الاستراتيجي للقوات المسلحة هو بسط الامن و الاستقرار و الانتعاش الاقتصادي و إعادة الإعمار..!!
و بكل هذا التبسيط للاشياء .. وجه في سنار عناصر المقاومة الشعبية لانتخاب لجان لتكوين برلمانات و ولائية و برلمان قومى يتولي تعيين رئيس وزراء و ولاة الولايات…اي تحويل المقاومة الشعبية من دون تقويض شعبي من كيان عسكري مساند للجيش ،الي حزب سياسي…!!!! و هو من حيث يدري و لا يدري يبشر الشعب السوداني بنظام الحزب الواحد و العودة الي النظام الشمولي!! و لم يحدثنا أن كانت مثل هكذا حكومة سوف تحظى بقبول داخلي و خارجي!
و في سياق إطلاق الحديث علي عواهنه ، طفق ياسر العطا يحدثنا عن إجراء انتخابات في غضون ستة أشهر !!!!!!! بيد أنه لم يخبرنا …عما إذا كان تطبيق هذه الخارطة سوف تترجم علي أرض الواقع قبل أم بعد نهاية هذه الحرب العبثية ؟؟؟
لقد صدق مولانا ابيل الير عندما تحدث عن نقض العهود لدى النخبة السياسية.. .. فذاكرة المواطن ليست سمكية. فالمؤسسة العسكرية التزمت منذ الرابع من يوليو 2021، بالعودة الي الثكنات و خروجها من المشهد السياسي .
..كما أن االبرهان نفسه قد سبق حميدتي في التوقيع علي الاتفاق الإطاري و الاعلان السياسي. قال( ليس من أجل الحرية والتغيير وانما لانه يري في الاتفاق الإطاري طوق نجاة لخروج الوطن الي بر الأمان)،بل أنه امام المجتمع الدولي، و هو يخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة ، أكد التزامهم باستعادة مسار التحول الديمقراطى..
….و قد صدق لأنه لولا الانقلاب و لولا هذه الحرب لوصلت البلاد فعلا الي بر الامان و لكان عام 2024 هذا عام الانتخابات في السودان وفق ما نصت عليه الوثيقة الدستورية..
. … بلد من بعد الانقلاب انهارت تماما و اصبحت في مصاف الدول الفاشلة failed state……بلد دمرت بنيتها التحتية تماما بفعل الحرب ….و منذ انقلاب اكتوبر أضحت معزولة تماما من محيطها الأفريقي و الدولي و في قطيعة مع المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف بما فيها بنك التنمية الافريقي . ..و معلقة عضويتها مع الاتحاد الافريقي و قطعت اخر شعرة لمعاوية مع المجتمع الدولي. بعد أن طردت اليونيتامس و انسحبت من الايقاد..
اي حديث عن حكومة حرب هو امتداد طبيعي لحكومة الأمر الواقع الانقلابية بفشل لا تخطئه العين منذ أكتوبر 2021..
لم يحدثنا ياسر العطا حول كيفية إجراء انتخابات في غضون ستة أشهر من دون موارد خارجية لمقابلة استحقاقات هذه الانتخابات من احصاء سكاني و سجل مدني و مفوضية و قانون انتخاب و إعادة لتوزيع الدوائر ،،و أهم من ذلك تمويل عودة الملايين من النازحين واللاجئين.. للمشاركة في هذه الانتخابات!؟؟؟!! كما لم يحدثنا علي اساس اي مؤتمر دستوري خلال الفترة الانتقالية و اي نظام حكم تجري وفقه الانتخابات!!! أهو برلمانى ، أم رئاسي،ام خليط من هذا و ذاك؟؟؟?
Hybrid One ?
أما عن حكومة حرب فحدث و لا حرج ..
هل ياتري سوف تنجح حكومة ياسر العطا فيما فشلت فيه حكومة الوكلاء و المدراء العامين منذ الخامس و العشرين من اكتوبر ٢٠٢١؟؟ .. هذه الخطوة هي بمثابة وضع العربة أمام الحصان!!
كيف يا ترى سوف تدير مثل هكذا حكومةدولاب دولة أفلسها الانقلاب و أنهكتها الحرب.
من أين لك الموارد لاسترداد ضرورات الحياة من قوت و وقود و قمح و مدخلات زراعيه. و صناعية .. و تاهيل المشافي التي خرجت تماماةعن الخدمة ..و المرافق الخدمية الأخري من ماء و كهرباء و اتصالات..
. كيف يا ترى سوف تعمل هذه الحكومة التي ينادي بها ياسر العطا و تؤيدها و تبرر تشكيلها الكتلة الديمقراطية ،،، في ظل هذه الحرب العبثية … و في ظل الاحتقان السياسي والانهيار الاقتصادي و الانفلات الأمنى و تفكيك النسيج الاجتماعي…، في وضع هو أشبه بحالة اللادولة!! دولة شرد مواطنوها و اخرجوا قسرا من ديارهم و تفرقت بهم السبل ما بين قتيل وجريح و مريض و جائع و نازح في الداخل و لاجئ يبحث عن ملاذ آمن خارج الحدود! ….بلد تشهد انهيارا مريعا في قطاعات الصحة و التعليم و مختلف الخدمات!!!
دولة نزح مسؤولوها و مؤسساتها مثلما نزح الملايين من مواطنيها !!! نزح حتي أصحاب المصاتع بصناعاتهم الي الدول المجاورة…
حكومة عجزت تماما عن دفع استحقاقات العاملين و المعاشين لأكثر من سبعة أشهر، و تشهد انهيارا اقتصادياً و انفلاتا مخيفا لسعر الصرف ، و غلاءا و نذرا للمجاعة.,!!!
كيف يا تري تعمل حكومة حرب علي إعادة الإعمار ،،كما يتحدث ياسر العطا ، في دولة ما برحت معزولة إقليميا و دوليا طيلة العامين الماضيين ،و قطيعة مع كافة المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف…. فمجموعة البنك الدولي علقت كافة المساعدات التنموية و الاقتصادية مع السودان في أعقاب انقلاب 25 أكتوبر.2021.. و قد ذكرت في تقرير (( أنها ستواصل التنسيق مع البنك الدولي وصندوق النقد ومؤسسات التمويل الدولية حتى التأكد من عودة السودان إلى المسار الانتقالي المدني الذي حصل بموجبه على تلك الإعفاءات في أعقاب مؤتمر باريس الذي عقد في منتصف مايو 2021)) .
و كان السودان خلال هذا المؤتمر حصل على تعهدات ضخمة شملت إعفاء الحصص الأكبر من الديون ،، إضافة إلى تمويلات لعدد من مشاريع البنية التحتية والتنمية؛
لكن الولايات المتحدة الأميركية وبلدان الاتحاد الأوروبي ومؤسسات التمويل الدولية أعلنت تعليق تلك التعهدات عقب انقلاب اكتوبر ….الأمر الذى أدى إلى فقدان السودان لدعم البنك الدولي للأعوام 2021_2022_,2023..
فضلا عن أن استمرار الحرب و رفض الهدنة التي نادي بها قرار مجلس الأمن 2724،،سوف يعيق تدفق المساعدات الإنسانية للمتضررين ، و تخفيف هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة و التي كانت الدافع الرئيس لهذا القرار.. قرار حظي بإجماع المجتمع الدولي و الإقليمي…
.و ربما ادي موقف الحكومة السودانية تجاه ما جاء في قرار مجلس الأمن الأخير الي مزيد من الضغوط الدولية ، سيما وأن الوضع الإنساني دارفور و الجزيرة و الخرطوم أسوأ من ذلك الوضع الذي انتهى بإيفاد بعثة حفظ السلام اليوناميد الي دارفور….فضلا عن أن في استمرار الحرب تفاقما لمعاناة المواطنين و نزيف الوطن،، و انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان و للقانون الدولي الإنساني من طرفي الصراع. وجد إدانة دولية من دول و منظمات حقوقية …و قد خلص مدعى المحكمة الجنائية الدولية الي أن الانتهاكات في غرب دارفور من قبل الدعم السريع ترقي الي جرائم ضد الإنسانية و جرائم حرب و حتي جريمة الإبادة الجماعية ..
من جهة أخرى كيف تفسر موقف جماعة اعتصام الفصر و هم حضور و شهود لتصريحات ياسر العطا في وادي سيدنا ..و يصفقون له عندما قال أن لا حكم لمدنيين إلا عبر الانتخابات….
و لا عجب. ان كان من بين الحضور من استدعوا هم أنفسهم انقلاب اكتوبر…و صاحب عبارة .. و من بينهم صاحب العبارة الشهيرة. (.ما بتطلع الا البيان يطلع!!!!!؟
اردول و الذين معه في المنصة من وكلاء الإنقلاب و سدنة نظام الإنقاذ البائد ٠٠٠لم يفتح الله لهم بكلمة واحدة عن فشل مخططهم و انقلاب هم وكلاء لهم أورد البلاد موارد الهلاك ٠٠و عرضوا الوطن لأزمة وجودية٠٠و هم طفقوا يحدثونا عما أسموه زورا تارة بتصحيح المسار ٠و تارة أخرى بفض الشراكة. و تارة كما وصفها اردول ثورة تصحيحية !!! ٠٠٠و كأنهم لم يكونوا شركاء في حكومة د٠حمدوك٠٠!!! و شاركوا في جريمة عودة الدولة مرة اخرى الى مربع العزلة الدولية و الإقليمية،
٠٠٠ظل هو و الذين معه يجلسون على كراسي السلطة الوثيرة و على مرمى و مسمع من السلطات الأمنية تفتك بشباب الثورة في الشوارع ٠٠٠حيث استشهاد 130 شابا و أصيب بعاهات بعضها مستديمة الآلاف من رفقاء لهم قضوا نحبهم من قبل في سبتمبر و في ديسمبر!!! وقفوا مكتوفي الأيدي و لاذوا بصمت القبور و شباب الثورة و قادتها ما بين الموت و المعتقلات و المشافي و التغييب القسري..
يبدو أن جماعة الكتلة الديمقراطية .. يستعصى عليهم الفراق بإحسان بينهم و بين العسكر… كيف لا و العسكر هم الذين نفذوا لهم مخططهم… ليس فقط باقصاء الشريك الثالث، و انما زج بقياداته في المعتقلات.. و الإبقاء عليهم هم في السلطة التنفيذية و السيادية.. حتى الممات.. طالما تضهروا باتفاقية جوبا..
و كأنى بهم في زواج كاثوليكى لا فكاك منه.. و رد للجميل.. وفاءا لأهل العطاء..!!!