محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
هل من جدوى من الإعلام الموجه؟!
درجت التيارات المختلفة التي تتبناها الجهات في مختلف المجالات الدينية أو الثقافية أو الوطنية أو الحزبية أو الفكرية أوالسياسية او الاجتماعية درجت أن تجعل جهتها التي تنتسب إليها هي المركز والرحى الذي يدور حولها كل نشاطها ومجهودها ثم بعد ذلك ترسخ كل إمكانياتها وإخلاصها وانتمائها كما ترسخ كل الأحداث والظروف والأحوال من حولها؛ لتعمل على دعم وتقوية تيارها من جهة، وإلى إضعاف وإفشال كل ما من شأنه من إضعاف وتقليل أو إبعاد تيارها من جهة أخرى.
هذا الأسلوب قد يكون مجديا وفعالا لدى أصحاب النفوس الضعيفة أو أصحاب الأغراض القريبة الأجل إذ أنه يحقق لهم ما ينشدونه وهو العمل على تقوية ومساندة تيارهم بكل السبل.
أما أصحاب المبادئ وطلاب الحق إذا تركوا حياتهم تنساق وتنجر خلف هذا الأسلوب، فهم بذلك يقعون في أكثر من فخ وذلك للأسباب التالية:
أولا: فقدان مبادئهم التي عملوا على تسخير حياتهم لحمايتها، فهم من غير إدراك وشعور منهم يعملون على هدم قناعاتهم.
إذ كيف يطالبون بالحق وبتثبيت قيمه، وهم لا يرضون بمهاجمة ممارساتهم المنحرفة وأخطائهم، ويغضون الطرف عن سوءاتهم وانحرافاتهم بحجة أن إظهار وتوضيح هذه الأخطاء والانحرافات التي تبدر منهم تقلل أو تضعف من تيارهم وانتمائهم.
ثانيا: الاختلاف الذي تدعيه هذه المجموعة بأنها مختلفة عن بقية تلك المجموعات والتي تدافع عن مصالحها فقط سيصبح لا وجود له، وذلك بهجومها على أخطاء الآخرين وتفخيمها لها، وبإخفاء أخطائها واستصغارها لها، فبذلك لا تعمل على موافقتهم فقط في اتباع الباطل بل ستعمل على دعم تيارات تلك المجموعات الباطلة.
تلك التيارات التي لا هم لها سوى أن تكون في المقدمة بأي شكل كان بخطأ او بصواب.
ثالثا: سوف تجد هذه المجموعة التي تدعي دفاعها عن الحق أن جنودها الذين ينتمون لفكرتها هم نفسهم جنود المجموعات الأخرى الباطلة التي تدعي أنها مختلفة عنهم، إذ لا فرق بينهم، فإن كانت التيارات المناوئة لها تدافع عن تياراتها بأي أسلوب، فكذلك جنود هذه المجموعة تمارس ذات الأسلوب وبالتالي ستجد نفسها في النهاية تنتسب لتلك المجموعات سواء بجنودها أو بأسلوبها كما أنها ستجد تيارها خاليا من أولئك الذين ينشدون الحق، فمن ينشد الحق لا يمجد ويمارس أساليب تسيء إليه.
لن يمجد أساليب الخداع والكذب وأكل أموال الناس بالباطل وغمط حقوقهم.
رابعا: بدلا من أن يصبح الوقت الطاقة التي تعمل على تقوية مجموعتها وتميزها عن الباطل التي تدعي معاداتها له سيصبح هذا الوقت السوسة التي تنخر في كيانها حتى يعمل على القضاء عليها تماما.
لهذه الأسباب نجد أن الاختلاف بين المجموعات المتصارعة لا تدافع عنه شعارات بقدر ما تدافع عنه نوعية وسائل وأسلحة كل مجموعة.
فكم من مجموعة تنادي ب(الله أكبر) وهي في حقيقتها تقف جنبا إلى جنب إلى من يعادي هذا الشعار، وذلك بسبب تبنيها ذات أساليب تلك المجموعات الملتوية والخداعة والزائفة.
إن المجموعة التي تنشد وتدافع عن الحق ستعمل على تقوية تيارها وإضعاف عدوها في مخالفتها لنوع الأسلحة والوسائل التي يتبناها عدوها، فحينئذ سيزاداد طلاب الحق لديها، وسببتعد طلاب الباطل عنها.
هؤلاء الجنود الذين لا يختلفون عن تلك التيارات المناصرة للباطل سوى في شكلها فقط، فهم يتصفون بذات صفاتهم، ولا يختلفون عنهم سوى أنهم يختفون خلف لبسهم لثياب الحق.
وقبل ذلك ستفقد هذه المجموعة التي تدعي دفاعها عن الحق معية الله وسنده ونصره. فالله لا يساند الحق على الباطل إلا حينما يختلف هذا الحق عن الباطل في وسائله وأسلحته المنافية للحق.
أما إذا كان طلاب الحق يستخدمون ذات وسائل طلاب الباطل المنافية للحق من كذب وغش وخداع وتلفيق ، فحينئذ يضعهما رب العزة في صعيد واحد، ويجعل بعضهما يضرب ببعض.
شاهد أيضاً
*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *هل أثبت الكيزان علمانية الدولة؟!*
*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *هل أثبت الكيزان علمانية الدولة؟!* ميزة الأخوان …