صبري محمد علي يكتب:
وزير الخارجية (مين فكرك يا حبيبي ومين الهداك إليّا)
إستمعت لكلمة السودان في القمة العربية بالعاصمة البحرينية المنامة والتي القاها وزير الخارجة (المُكلّف) السفير حسين عوض
وأستطيع أن أقول وبكل ثقة أن السودان قد تعافى
وأن الخارجية قد إنتشلت الوطن من قاع التردد واللجلجة والعبارات اللزقة.
إستُهلِت الكلمة ….
بإدانة العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين مع التأكيد على حقهم في إقامة دولتهم المستقلة وأفرد لها السودان مساحة مقدرة من زمن الكلمة
وهذا يعني تلقائياً (كنس) التماهي الذي أبداه السودان ومحاولة التطبيع التي جُر إليها البرهان جراً لخدمة الإنتخابات الأمريكية ولقاء (عنتبي) مع رئيس الكيان الصهيوني والزيارات السرية للخرطوم التي كانت تتم في جُنح الظلام من الوفود الإسرائيلية
فكل هذه وغيرها قد أصبحت بكلمة اليوم من الماضي وتبخر عشم إسرائيل في جنة السودان .
كلمة السودان …..
تطرقت لتمرد مليشيات الدعم السريع على الدولة وقدمت شرحاً وافياً غير مُخل بالمعنى مُستدلةً بالتأييد العالمي وما رصدته هيئات المنظمة الأممية .
أيضاً …..
أكد السودان على تمسكة بإتفاق (جدة) الحادي عشر من مايو ٢٠٢٣م وفي نقطة ذكية أوصل التوجه وأوصد الباب أمام تجار المؤتمرات وحارقي البخور في جُملة ….
إن أي مساع لا تستصحب معها إتفاق جدة *تُعتبر حرثاّ في البحر*
(نقطة سطر جديد).
حرص السيد الوزير في كل جملة يذكر فيها المملكة العربية السعودية أن يتبعها بصفة (الشقيقة) وهذه (برأي) مهارة ممتازة جداً للتقليل من الدور الأماراتي في إشارة الى متانة العلاقات بين السعودية والسودان كونهما الأقرب لبعض في كل شئ
ورسالة للامريكان أن لا يعولوا على الأمارات كثيراً .
الكلمة تفادت ذكر إسم (دولة الأمارات العربية المتحدة)
وهو أيضاً تغافل مقصود ولعبة ركنية ماهرة
بل إكتفت بالقول بأن هُناك داعمين إقليميين للتمرد وطالبتهم بكف أيديهم.
وأعتقد أنها أيضاً دبلوماسية واعية وبعيدةً عن المُهاترات اللفظية بقرينة أنها في ذات الوقت أكدت أمام القمة على…
أن كل شئ موثق لدى الجهات الأمنية السودانية وهذا يعني أن
(الكلام ليك يا المنطط عينيك).
أيضاً فتحت الكلمة باب الإستغفار والتوبة مفتوحاً أمام الدول الداعمة للتمرد من دول الجوار دون التصريح بأسمائها
وفي ذات الوقت تضمنت تهديداً مُبطناً موجهاً لها
بأنه لن تكن هُناك دولة في مأمن إذا إنفرط عقد الأمن في الإقليم.
و هُنا تحضُرني حادثة (اليد الطويلة) للسودان يوم أن زارت قواته المسلحة إدريس ديبي حتى تخوم أسوار قصره ثم عادت أدراجها دون أن (تقلع) شجرة
الذي لم تذكره الكلمة وأعتقد لربما تفادياً للتكرار هو الإشارة الى (المرتزقة) من دول الجوار تشاد والنيجر ومالي و أفريقيا الوسطى لا أدري عن قصد أم سهواً ولكن أرى أنه كان من المناسب الإشارة للغزو الخارجي المُوثّق بالإضافة لتمرد المليشيات .
ولكن عموماً …
سوى عدم سلامة نطق بعض المفردات الطفيفة التي وقع فيها السيد الوزير لربما لقصر الزمن المُتاح او لإستعجال القراءة
فإن ….
كلمة السودان جاءت شاملة وجامعة و حصيفة
فالتحية للسيد الوزير وطاقمه الذين فتحوا صفحة جديدة لعلاقاتنا الخارجية تقوم على النديّة والمعاملة بالمثل في صوتٍ جهور وهامة عالية
تشبه هذا الوطن .
وأن كان من وصية لسعادة الوزير
فهي رفد الوزارة بالمزيد من الكفاءات التي تم إستبعادها سياسياً وأعادها القانون لأن تتبوأ موقعها الطبيعي داخل الوزارة فلا يُعقل أن تجد خبرات تجاوزت الاربعين سنة تجلس على (نصف كرسى) والوطن يحتاجها
مبروك معالي الوزير
الخميس ١٦/مايو ٢٠٢٤م
شاهد أيضاً
خبراء يهاجمون سياسة واشنطن تجاه السودان و يطالبونها بالانكفاء على شأنها الداخلي
خبراء يهاجمون سياسة واشنطن تجاه السودان و يطالبونها بالانكفاء على شأنها الداخلي خبطة نيوز: متابعات …