السفير الصادق المقلي يكتب: حكومة اثناء الحرب. قفزة في الظلام ، هروب الي الامام ،،و وضع العربة أمام الحصان ( 2____ 2)
في الجزء الاول من المقال…انبني التحليل علي فرضية أن الحكومة التي تحدث عنها ياسر العطا و (( أن الاخوة في بورتسودان بصدد تنفيذ هذه الخطوة!!)) ،،،سوف
تشكل بعد نهاية الحرب . .
في هذا الجزء الثاني يبني التحليل علي افتراض أن هكذا حكومة سوف يتم تشكيلها في ظل هذه الحرب العبثية..
أولا لقد سبق أن هدد حميدتي بتشكيل حكومة ضرار في الخرطوم اذا تم تشكيل حكومة جديدة في بورتسودان…و اي خطوة من هذا القبيل سيجعل البلاد أمام سيناريو ليبي و أمام خلق سوداني لاند علي غرار صومالي لاند…و مما لا يدعو مجالاً للشك أن كلا الحكومتين سوف يصطدمان بعدم اعتراف المجتمع الدولي و الإقليمي…
لقد بح صوت الكثيرين أن اي حكومة تشكل في ظل هذه الحرب هي بمثابة وضع العربة أمام الحصان…و لن تجد اعترافا لا من القوق السياسية و المدنية و الثورية المناهضة للانقلاب و للحرب..،،,و لا من المجتمع الدولي …
. إقليميا رهن الاتحاد الافريقي رفع تعليق عضوية السودان بأنهاء الانقلاب و استعادة مسار التحول الديمقراطى…مثلما ربطت المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف تطبيع علاقاتها مع السودان و استعادة مسار إعفاء ديون السودان باستعادة الحكومة المدنية…و قد زادت هذه الحرب من عزلة السودان الدولية والإقليمية.
….الأمر الذى أدى إلى فقدان السودان لدعم البنك الدولي للاعوام 1921..1922 و 1923.؟.
و لعل التركيز لدي الحكومة ينصب فقط علي دحر الدعم السريع و لم يتحدث احد بعد عن اليوم التالي.
. إن في استمرار الحرب تفاقما لمعاناة المواطنين و نزيف الوطن،، و انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان و للقانون الدولي الإنساني من طرفي الصراع. وجد إدانة دولية من دول و منظمات حقوقية …و قد خلص مدعى المحكمة الجنائية الدولية الي أن الانتهاكات في غرب دارفور من قبل الدعم السريع ترقي الي جرائم ضد الإنسانية و جرائم حرب و حتي جريمة إبادة جماعية.
الأمم المتحدة وضعت في تقرير لها أمس الثلاثاء الجيش و الدعم السريع ضمن القائمة السوداء الدول المؤذية للأطفال. فمنظمة اليونيسيف في تقرير لها ذكرت أن أكثر من 700 الف طفل حياتهم معرضة للخطر و أن الآلاف منهم ماتوا بسبب هذه الحرب العبثية…
كما أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيقا عن الانتهاكات خاصة المرتكبة من قبل الدعم السريع في دارفور و التي ترقي الي جرائم ضد الإنسانية و أبادة جماعية في غرب دارفور..و صرح في 11 يونيو الجاري بانه بصدد جمع الادلة في هذا الشأن .
. بالرغم من أنني لا ارى جدوي أو يوما تاليا لهذه الخطوة من قبل الجنائية الدولية…فما اتخذته من قبل من إجراءات في حق قيادة الإنقاذ ظل حبيس الإدراج لأكثر من خمسة عشر عاما..فضلا عن أن هذه المحكمة قد تم تسييسها بأقحام مجلس الأمن في اختصاصها…الأمر الذي جعلها عدالة دولية معيبة Flawed International Justice ( هذا ما يتم تفصيله في مقال لاحق ان شاء الله…)
كما أن الاتحاد الأوروبي بصدد اصدار عقوبات علي قيادات في الحرب الدائرة. كما لم يكن من أثر,, علي الواقع,, لكافة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية علي شخصيات اثناء هذه الحرب اللعينة..
الأمين العام للأمم المتحدة عبر عن مخاوفه ان تنزلق البلاد الي اتون حرب أهلية تلقى بظلالها السالبة َ و عواقبها الوخيَمة على سائر دول المنطقه.
.. فمنظمة الهجرة الدولية تقدر اعداد فى بينهم أكثر من مليون لاجئا ،،، باحثا عن ملاذ آمن خارج الحدود…و قد صنفتها المنظمة بأنها أكبر ظاهرة نزوح يشهدها العالم… ،بينما يحذر مفوض الشؤون الإنسانية الأممي من معاناة ملايين المواطنين من أزمة في الغذاء و نذر مجاعة تحدق بالملايين حسب تقارير أممية ..وطن في مقدوره و بفضل مَوارده الطبيعية ان يصبح سلة غذاء العالم…
كما أن منظمة الصحة العالمية تنذر بخطر التعدي علي الكادر الصحي و كوادر الغوث الإنساني..كما حدث مؤخرا من الدعم في المستشفى الجنوبي دفع اطباء بلا حدود تعليق نشاطها هناك.و سرقة الاسعاف..
وطن ترك الباب فيه مواربا،،و بفشل ساسته،،، لتدخل كل من هب َو دب في شؤونه الداخلية،طمعا في موارده و موقعه الاستراتيجي. َ
الأمر الذي يضع الجميع أمام مسؤوليتهم التاريخية، فالمسألة ليست مسألة حرب فحسب ،،،و إنما معادلة بين ان يكن السودان او لا يكون،،.!!؟!؟؟؟!! لقد ظل المواطن السوداني يدفع ثمن هذه الحرب على مدار الساعة، …..
حرب دخلت عامها الثاني ..دفع ثمنها قتلا و ترويعا و تشريدا، و شللا تاما لدولاب العمل و الاعمال في العاصمة، و غيرها من الولايات التي شهدت تمددا للحرب… و مهددا خطيرا لمستقبل العملية التعليمية ، فلأول مرة يقزف بإمتحانات الشهادة في عالم المجهول و يجمد العام الدراسى في كافة مراحل التعليم لأكثر من عام…….و كذا فشل المواسم الزراعية و كارثة كبيرة على صعيد تسويق المنتجات الزراعية و الصناعية…..و كساد ضرب اسواق المناطق الآمنة ٠٠ و ارتفاع مهول و غير مسبوق في سعر الصرف…و انهيار تام للقطاع الصحي ٠ ٠٠حيث خرجت أكثر من 75 في المائة من المشافي من الخدمة تماما٠٠بسبب عدم قدرة الكادر الطبي علي الحركة و انعدام الأدوية المنقذة للحياة ٠٠٠الامر الذي عرض و ما برح يعرض حياة المرضى الي هذا الموت المجاني٠ و إعاقة حركة الكادر العامل في مجال العون الإنساني .. فضلا عن إفلاس لخزينة الدولة ..حيث عجزت المالية عن دفع مستحقات العاملين و انهار تماما القطاع الصناعي و نزح أصحاب المصاتع الي دول مجاورة ،،بل حتي الفريق القومي غار البلاد مستجديا للمعسكرات خارج حدود الوطن…
فكيف يا تري بتصور المرء فرصا لنجاح حكومة جديدة ،، مهما كان شكلها ,
و في ظل الاحتقان السياسي والانهيار الاقتصادي و الانفلات الأمنى و تفكيك النسيج الاجتماعي…، في وضع هو أشبه بحالة اللادولة!! دولة شرد مواطنوها و اخرجوا قسرا من ديارهم و تفرقت بهم السبل ما بين قتيل وجريح و مريض و جائع و نازح في الداخل و لاجئ يبحث عن ملاذ آمن خارج الحدود! بلد تشهد انهيارا مريعا في قطاعات الصحة و التعليم و مختلف الخدمات!!! نزح الملايين من مواطنيها !!!
حكومة عجزت تماما عن دفع استحقاقات العاملين و المعاشين لأكثر من سبعة أشهر، و تشهد انهيارا اقتصادياً و انفلاتا مخيفا لسعر الصرف ، و غلاءا و نذرا للمجاعة.,!!!
, في ظل الظروف التي تعيشها البلاد من انقلاب عزل الدولة من محيطيها الدولي و الإقليمي…و حرب أوردتها موارد الهلاك..و جعلتها في مصاف الدول الفاشلة..
والحال هكذا، يحدونا الامل في أن تتوفر الارادة السياسية لدي فرقاء الأزمة،، عسكريين و مدنيين،، لاحلال السلامَ وبسط هيبة الدولة المفقودة ، و اكمال الفترة الانتقالية، وصولا الي إنتخابات حرة َو نزيهة يحتكم فيها الشعب السوداني لصندوق الاقتراع بدلا عن صندوق الذخيرة…. Ballot and not Bullet Box.. )
الرئيسية / الاعمدة / السفير الصادق المقلي يكتب: حكومة اثناء الحرب. قفزة في الظلام ، هروب الي الامام ،،و وضع العربة أمام الحصان ( 2____ 2)
شاهد أيضاً
محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح. نتنياهو أمام المحكمة الجنائية!
محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح. نتنياهو أمام المحكمة الجنائية! في صالحنا كمسلمين …