محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
البحث عن نقطة توافق
السعي في جر الآخر ليكون معك في ذات منطقتك، ويحمل ذات قناعاتك أشبه بالحرث في البحر.
وبما أننا نحن جميعا سودانيون يضمنا وطن واحد وثقافة واحدة وتاريخ واحد، فمن العبث كذلك تجاهل بعضنا البعض.
إذن ما هو الحل؟
إن كان غيري لا يتفق معي، وفي ذات الوقت كل تفاصيل حياتنا مرتبطة ببعضها البعض فما هو الحل؟
فأمنه من أمني واستقراره من استقراري وتطور حياته من تطور حياتي.
الحل يكمن في البحث عن نقطة واحدة تلتقي فيها جميع الخطوط المستقيمة مثل مركز الدائرة تماما، فكما أن الأقطار داخل الدائرة لا تلتقي إطلاقا إلا عند مركز الدائرة.
فكذلك نحن السودانيون لا بد أن نركز على مركز الدائرة لا بد أن نؤكد على نقطة نلتقي فيها جميعا إذ أن من العبث أن تجعل من يخالفك الرأي يسير على ذات طريقك، ويتبنى ذات أفكارك.
أنت مقتنع بقيادة البرهان.
حسنا.
فلتهنأ بهذا الاقتناع فمراحل قناعات الإنسان مختلفة.
فالبعض يقتنع لمجرد عرض الفكرة عليه.
والبعض يقتنع بعد تنفيذ الفكرة.
والبعض لا يقتنع إلا بعد نتيجة التنفيذ.
والبعض لا يقتنع أصلا إلى يوم يبعثون.
فالناس مختلفون خلقهم الله مختلفين فمن العبث أن تغير خلقة الله.
ما العمل؟
العمل أن تجمع جميع الخطوط المستقيمة عند مركز واحد حتى يحصل اتفاقهم وتوحيدهم.
العمل على تشتت الناس ضياع وهلكة.
والعمل على اجتماعهم تحت فكرة ومسمى واحد كذلك استحالة.
للذين يقتنعون بقيادة البرهان للجيش ما هو موقفهم مع الذين لم يقتنعوا بقيادة هذا الرجل للجيش؟
الحديث عن كلام عام لا يفيد ولا يجدي.
والحديث عن كلام مناف للواقع كذلك لا طائل من ورائه.
دعونا من تحليل شخصية البرهان قبل الحرب فهذا ليس من صالحه.
دعونا نصحح ورقته من توليه لملف الحرب إلى الآن.
ودعونا نحتكم لآرائه هو فقط.
فكل مواطن من حقه أن يرى قائده صادقا وواضحا.
من اين نبدأ؟
من خروج الرجل من الخرطوم وتركها خاوية على عروشها؟
من دخول الدعامة للعيلفون ومن بعدها لود مدني دون أي مقاومة؟
وقد ذكر سعادة الفريق أن ثمة خيانة حدثت، فلم يزل الخيانة كما أنه لم يمسك بمن تورط فيها.
تسير المعارك بينه وبين الدعامة من الجو، وهذا الأسلوب ضرره على المواطن أكثر من ضرره على الدعامة.
انضمام الحركات المسلحة إليه بهذه الطريقة تزيد من المشهد تعقيدا كما أن تجييش الشعب بلا خطة وسلاح معروف ضرب من الفوضى.
الجلوس مع الدعامة في منبر جدة وممناعة الجلوس معهم كلها أساليب مرواغة وخداع لا أكثر.
ابتلى الله أهل السودان ما يسمى بالدعم السريع مستعينا بقوات ودول خارجية هذا يتطلب قيادة واعية وصادقة لما تقوم به.
ظهر الفريق البرهان بعد عام ونيف من الصراع مع الدعامة ليقول لنا أن الحرب بدأت الآن.
إن إعطاء نقطة واحدة تجعل ثمة تقارب بين من ينادي بقيادة الفريق البرهان للجيش وبين من ينادي بتغييرها هو السبيل لتوحيد المواقف.
أما مجرد الهجوم وإلقاء التهم وتضخيم الفريق البرهان لن يفيد في شيء.
فمن كان هناك من يتفاعل بالدعاية والإعلان، فهناك من يتفاعل بالحقائق.
ومن كان هناك من يتفاعل بسياسة الاقتناع بما هو موجود وواقع، فهناك من يقتنع بما هو صواب وحق.
ومن كان هناك من يتفاعل مع الاشياء من ظاهرها، فهناك من يتفاعل معها وهي عميقة.
عندما تتم مهاجمة الكلام الذي نعى به الفريق البرهان الشهيد محمد صديق لا يتم الرد على هذا الهجوم بهجوم آخر بعيد عن الموضوع.
وإنما يتم مناقشة الموضوع بكل تجرد وموضوعية للطريقة التي استشهد بها الشهيد محمد صديق، وما صاحبها من إخفاقات يجب أن تصحح.
أما مجرد الحديث عن دعم الفريق البرهان هكذا خبط لصق بحجة أن هذا ما تتطلبه المرحلة الحالية، فهذه الحجة إن راقت لدى البعض، فلا تظنن أنها ستروق للجميع.
ما يروق للجميع هو قرع الحجة بالحجة والدليل بالدليل.
ما عدا ذلك فهو توسيع لدائرة الخلاف لا أكثر.
Check Also
*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء*
*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء* أغيثوا المنكوبين …