الرئيسية / الاعمدة / *محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح* *من يظن أن تراجع أمريكا تقدم لنا ما هو إلا واهم*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح* *من يظن أن تراجع أمريكا تقدم لنا ما هو إلا واهم*

*محجوب مدني محجوب يكتب:*
*إن أريد إلا الإصلاح*
*من يظن أن تراجع أمريكا تقدم لنا ما هو إلا واهم*
الأمم تتقدم ببنيها
الأمم تتقدم بطرح مشروع تقوم بتنفيذه.
الأمم تتقدم بوعيها لقضاياها.
أما سقوط عدو أمامها وهي ما زالت لا تعرف كوعها من بوعها، فلن يحدث سوى أن راية استلاب هذه الأمة سيأخذها العدو الذي يليه.
لن يحدث غير هذا.
وبالعكس فبدلا من أننا كنا نعاني من عدو واحد سيصبح لدينا عدوان واحد سابق وآخر لاحق.
وكما تفنن فينا السابق سيبرز الآخر فينا عضلاته وهو مطمئن لكونه ورثنا من غريمه السابق.
أكبر آيدولوجيا واجهت الإسلام في القرن العشرين هي الشيوعية أو الاشتراكية أو ثورة العمال سمها ما شئت.
هذه الآيديولوجيا أرادت ان تتربع في الدول الإسلامية مكان الإسلام.
بحجة أنها الفكر المتقدم وما عداه هو الفكر المتخلف.
وظلت هذه الحرب على أشدها بين دعاة الإسلامية ودعاة الشيوعية.
فلا الشيوعية سقطت في عقر دارها بسبب انتصار الإسلامويين عليها.
ولا الإسلاميون سقطوا في عقر دارهم بسبب انتصار الشيوعيين عليهم.
الكل سقط من داخله.
دعاة الإسلامية لم يكن لديهم مثالا يحتذون به في القرن العشرين، وما كانوا يملكون سوى شعارات لا يعرفون لها منهجا يطبقونها به.
ما أن يمسكوا حكما انتخابيا أو عسكريا إلا ويجدون أنفسهم وسط هالة من الطفيليين والمرتزقة واللصوص.
يلعبون بذات الشعارات التي يرفعونها من ينادون بالمشروع.
وتظل الفجوة تكبر بين الشعار وبين من يمثله إلى أن يسقط النظام بأربعاته.
هذه التجربة التي عاشها الإسلاميون في الدول الإسلامية إبان القرن العشرين لم يعمل على نجاحها انهيار الحزب الشيوعي في معقل داره بالاتحاد السوفيتي.
وظلت تتناهبها الآيديولجيات الأخرى.
ليس فقط بل حتى القبلية المقيتة زاحمتها في ممارستها للسلطة.
فالشاهد من ذلك أن المشروع الفكري يكسب قوته من داخله لا من خارجه.
وكذلك انهياره يكمن في أسباب داخلية يعاني منها لا من عدو خارجي.
فالحزب الشيوعي لم ينهار في بلاده؛ لأنه وجد عدوا أقوى منه بل انهار لأنه كان يحمل أسباب الانهيار في داخله.
مجرد شعارات ينادي بها، فما أن يصبح صاحب الشعارات في مكان من يتهمه بالأرستقراطية وبالإقطاعية والاستغلالية لقوت الشعب إلا ويصبح نسخة منه بعد أن يحل محله.
فالشاهد أن أولئك الذين يتوهمون أن سبب مأساتنا و كوارثنا وجود السفارات الأمريكية في دولنا فهؤلاء واهمون.
سبب كوارثنا كلها هو أننا لا نعرف كيف نؤسس لقيمنا.
لا نعرف نؤسس لدولنا.
وهذه الكارثة لن تحل بتراجع الأمريكان، ولا بفشل مشروعهم في المنطقة.
لأنه ببساطة سيحل محلهم شيطان آخر ولو كان من وحي الخيال.
لن نبني أنفسنا إلا من دواخلنا.
ولن ندافع عن قيمنا إلا بسواعدنا.
ففشل مشروع الآخرين لن يمنحنا سواعدا.
ولن يمنحنا مشروعا نقيم به دولتنا.
كفوا عن هذه الأسطوانة الشرخة التي تقول أن تعاستنا بسبب الأمريكان.
فنرتاح لهذا التأويل ونمسح في لحانا جيئة وذهابا.
لا يوجد سبب لتعاستنا سوى أنفسنا.
سوى نفسنا المريضة التي لا تحمل أي شيء، وتتوهم أن العالم كله بين يديها، فتسقط في أول اختبار.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*قسم بشير محمد الحسن يكتب :* *افرازات تدهور العملة السودانية امام العملات الاجنبيه !!!*

*قسم بشير محمد الحسن يكتب :* *افرازات تدهور العملة السودانية امام العملات الاجنبيه !!!* مازالت …