محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح.
نتنياهو أمام المحكمة الجنائية!
في صالحنا كمسلمين ينبغي أن نتبنى قضايا إنسانية عامة لا قضايا خاصة بنا كأمة لها معتقداتها وثقافتها وبلدانها.
إن تبني القضايا العامة له أكثر من ميزة لعل أهمها هي أن:
* الدين الإسلامي ليس دينا عرقيا أو مناطقيا، وإنما هو دين عالمي وبالتالي أي تبني لقضايا عالمية هو تبني لقضايا الدين.
* لا ينبغي أن نقسم العالم إلى قسمين قسم المسلمين وقسم الكفار؛ لأن ذلك فيه إجحاف بحق دعوة الإسلام، فهي لم تأت لمكان معين من أمكنة العالم وإنما جاءت لكل العالم.
* قضية تعميم أن الغرب يكيد للإسلام ليست دقيقة كما أنها لا تخدم المسلمين، ولا الإسلام، فكما أن الغرب به كفار، فكذلك به مسلمون. وكما أن به دعاة باطل، فكذلك به دعاة حق.
فتبني القضايا العامة يدخل مسلمي الغرب كما أنه يدخل دعاة الحق.
لذلك الجرائم التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتياهو في حق أهل غزة ينبغي أن تأخذ منحى إنسانيا اكثر منها منحى فلسطينيا خاصا.
فالمنحى الإنساني يضم الإسلام وغير الإسلام كما أنه يثبت أن قضية غزة قضية عالمية ليست خاصة بفئة او عقيدة بعينها.
هذا المدخل يجعل من القضية الفلسطينية قضية عالمية أكثر من كونها قضية خاصة بالمسلمين.
فإذا ما تم الهجوم على نيتنياهو ينبغي أن يتم الهجوم عليه على أساس أنه عدو للعالم.
عدو لحقوق الشعوب.
عدو للإنسانية في شتى صورها.
حينئذ سنجعل من قضية الإسلام قضية عالمية وهي الصفة التي يتصف بها الإسلام.
أما إذا حصرنا جرائم نتنياهو على أساس أنها جرائم ضد المسلمين، فهذا سيحول القضية إلى قضية خاصة بشعب معين وبمكان معين وبالتالي قد لا يتجاوب معها بقية العالم أو قد ينظر إليها نظرة عنصرية دينية أو عرقية.
إن ميزة القرار الذي صدر من الجنائية الدولية بحق تصنيف بينيامين نتنياهو مجرم حرب في كونه جعل القضية الفلسطينية الإسلامية قضية عالمية.
وبالتالي بدلا من أن نخلق عداوات مع الغرب بأن نجعله كتلة واحدة ضدنا إذ أن هذا الاتجاه يحجم قضيتنا ويبعد عنها الجانب الإنساني كما أنه يبعد عنا كل من هو مهتم بالقضايا الإسانية.
فضلا في كونه تجاه غير دقيق ولا يعبر عن واقع.
والنقطة الأساسية في هذا الاتجاه هو أننا سوف يجعلنا وكأننا نحصر الإسلام لدى شعب بعينه او منطقة بعينها.
إن قرار المحكمة الجنائية الذي صدر في حق المجرم بنيامين نتياهو رئيس وزراء إسرائيل يمثل دعما للإسلام أكثر مما هو دعم للقضية الفلسطينية.
يمثل رسالة لكل من يدافع عن الإسلام والمسلمين بألا تحولوا قضايانا إلى قضايا خاصة بنا، وإنما لا بد أن نجعلها قضايا عامة تهم كل العالم شرقه وغربه مسلمه وكافره، وفي ذلك بعد إنساني يحقق مدلول الرسالة المحمدبة التي جاءت للعالم كافة.
ويزيل هذه العقدة التي ارتبطت منذ الاستعمار الغربي للدول العربية.
بل ومنذ الحروب الصليبية على المنطقة العربية.
التي قسمت العالم إلى غرب وشرق.
نحن أحق من غيرنا أن نحتفي بقرار الجنائية الدولية الذي صدر في حق المجرم بنيامين نتياهو لا لكوننا مسلمين فقط بل لكوننا بشر ننتمي لهذه الإنسانية بشرقها وغربها.
وبالتالي تزول تلك القطيعة الني قسمت العالم إلى قسمين شرق وغرب.
وما العالم إلا عالم واحد وفقا لمبادئ الإسلام.
وبهذا النهج سنضرب في تجاهين:
تجاه كون دعوة الإسلام عالمية.
وتجاه إبطال من يؤلب العالم علينا بحجة أن المسلمين يدافعون عن حقوق خاصة بهم، وعن دين لا يمت للإنسانية بصلة.
فنكسر شوكة من يؤلب العالم ضدنا لكوننا لسنا أعداء للإنسانية بل قضايانا هي قضايا الإنسانية.
شكرا المحكمة الجنائية الدولية أن حولت قضايا الإسلام إلى قضايا عالمية؛
لأن الإسلام نفسه ما هو إلا دين عالمي.
شاهد أيضاً
*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء*
*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء* أغيثوا المنكوبين …