أخبار عاجلة
الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: الفرق بين حديث الواقع وحديث العاطفة

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: الفرق بين حديث الواقع وحديث العاطفة

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح: الفرق بين حديث الواقع وحديث العاطفة

حديث الواقع يقول أن السودان دخل في شهره الثامن لحرب لا أحد من أهل السودان استفاد منها.
حديث الواقع يقول أنه استحالة أن ترجع الأمور إلى طبيعتها دون استقرار الخرطوم.
حديث الواقع يقول أن الوسيلة التي بإمكان الجيش السوداني من أن يسيطر بها على الوضع ما زالت غير واضحة وغير معروفة.
حديث الواقع يقول أن الجيش بقيادة الفريق البرهان ما زال حتى هذه اللحظة عاجز من تكوين حكومة لأهل السودان جميعا.
حديث الواقع يقول أن الولايات الآمنة في السودان ما زالت عاجزة من أن تمارس حياتها الطبيعية من دون العاصمة الخرطوم من تعليم جامعي ودون جامعي.
حديث الواقع يقول أن الدعم المعنوي للجيش السوداني من أجل السيطرة على الوضع في السودان مهم.
لكن الواقع أثبت أن هذا الدعم ليس بمقدوره وحده من أن يحقق الاستقرار في السودان.
حديث الواقع يقول أن السودان يسير في طريق تقسيم وتفتيت أجزائه.
وكل العوامل الطبيعية والسياسية والتدخلات الخارجية تشير إلى ذلك.
حديث الواقع يقول أنه توجد فجوة كبيرة تفصل بين الجيش بوضعه الحالي، وبين ممارسته للعمل السياسي.
هذه الفجوة ليست على المحيط الداخلي فقط بل كذلك على المحيط الإقليمي والدولي.
أما حديث العاطفة فهو يقول أن الجيش مسيطر على الوضع في السودان، وما عدم استقرار الناس في الخرطوم إلا مسألة وقت..
حديث العاطفة يقول أن أهل السودان سينتصرون على التحديات التي تواجههم بالغناء والشعر والخطب الحماسية.
حديث العاطفة يقول بأن أهل السودان سيتخلصون من كل من يتدخل في شؤون السودان أما كيف فلا أحد يعلم.
حديث العاطفة يقول أن من يظهر من الحركات المسلحة اليوم سيخدم وحدة واستقرار السودان، ولا تلتفت هذه العاطفة إطلاقا للجهات التي صنعت ودعمت هذه الحركات.
حديث العاطفة يقول بأن مليشيا الدعم السريع التي انتهكت الأموال والأعراض ستهزم شر هزيمة أما الدعم الذي يأتيها من الخارج مجرد سراب.
طبعا من يتبنى الواقع لا يثور ولا ينفعل ولا يرسل في غضون أقل من ساعة عشرات مقاطع الفيديو والصوت.
يكفيه فقط أن ينظر للواقع.
أما أصحاب العاطفة وهم طبعا أغلبيتهم من جنس النساء هم من ينظرون للواقع حسب ما يريدون في أذهانهم، فيحشدون لهذه العاطفة عشرات البوستات والفيديوهات لدرجة يمكن أن يتحول قروب ما إلى كتيبة من كتائب الجيش ويا ليتها تجدي.
لا بأس فليتبن كل فرد التيار الذي يروق له سواء كان تيار الواقع أو تيار العاطفة.
أما ما لايستطيع أحد أن يتحكم فيه، ومن دون شعور منه هو أنه استحالة أن يحول تيار العاطفة إلى واقع أو تحويل تيار الواقع إلى عاطفة.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*د. محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *يا حديثين العهد*

*د. محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *يا حديثين العهد* الخزي والعار دولة تشاد …