عمار العركي يكتب:
الفشقة التي قصمت ظهر “التغيير” ….. تعود للواجهة
• في تطور لافت بعد فترة طويلة من الصمت والتصريحات العدائية التي كانت تأتي من الحكومة الأثيوبية – خاصة صقور أبناء الأمهرة النافذين في حكومة “ابي احمد” قبل انهيار تحالفهم معه وخروجهم من السلطة والحكم – أعلنت الحكومة الإثيوبية ، أنها تنتظر السلام في السودان لإعادة الأراضي “الإثيوبية المحتلة” عبر طاولة المفاوضات، وقالت مديرة الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية “فيشا شاؤول” ، “الاتجاه الذي اتخذته القيادة العليا للحكومة الإثيوبية هو “أننا لا نريد تكرار ما فعلوه”، وسننهي الامر من خلال المفاوضات عندما يخرج السودان من المشاكل”، وأضافت فيشا : “سنفوز لأن إثيوبيا لديها حجة قوية”،ولا توجد مفاوضات جارية حالياً لأن الأمر معلق.
• (الفشقة التي قصمت ظهر التغيير)، هو عنوان لسلسلة من مقالاتنا التحليلية السابقة التي تناولنا فيها قضية آراضي الفشقة بشكل عام ، وبشكل خاص تتبع المساعي (الإماراتية الأثيوبية) في الإستحواذ والسيطرة على آراضي الفشقة السودانية عبر الوساطة الأثيوبية التي مهدت الطريق “لحمدوك والحرية والتغيير” لتحقيق هذا المطمع من جملة مطامع أخرى،.
• الملاحظ في هذه التصريحات أنها تزامنت مع اغلاق معبر القلابات الحدودي بعد أقل من ثلاثة شهور من اعادة فتحه ، وذلك بسبب تجدد التفلتات والإعتداءات الموسمية من الميلشيات الأثيوبية الأمهراوية تزامناً مع توقيف السلطات السودانية لأثيوبيين حاولوا إدخال عدد من الشاحنات المحملة بمنهوبات ومسروقات منازل ومحلات تجارية بالخرطوم ، إضافة لإخلاء ما يزيد عن الثلاثين الف من عناصر الجالية الأثيوبية الى أثيوبية بمساعدة وتنسيق مباشر مع ميلشيا الدعم السريع بحسب الفيديو المتداول والذي توجهت فيه عناصر من الجالية بالشكر للميلشيا المتمردة قبل أن تسارع الحكومة الأثيوبية بعدم علاقتها ومعرفتها بذلك.
• عادت الحكومة الأثيوبية لتحريك ملف الفشقة بعد أن خابت مخططها في الإستحواذ والسيطرة الكاملة على آراضي الفشقة ، بالمحاولة الأولى والتي كانت عبر مدخل الوساطة وتمكين صديقها وحليفها “د. حمدوك” قبل أن تقطع القوات المسلحة السودانية الطريق امام هذا المخطط بإعادة الإنتسار والإنفتاح على آراضي الفشقة وتطهيرها من اي تغول اثيوبي.
• لم تتوقف أثيوبيا المدعومة من الإمارات التي تسعى لتوظيف جغرافية آراضي الفشقة وموقعها الاستراتيجي لصالح امتداد النفوذ الإقليمي للإمارات في القرن الإفريقي وإصرارها على أن يكون لها موطيء في الفشقة لمتابعة خطة التغيير عن قرب ،وتأمين مصالحها الإستراتيجية والإقتصادية في المنطقة والبحر الأحمر وتعزيز دورها في القرن الإفريقي ، فكان التدخل الإماراتي عبر سيناريو المبادرة الإماراتية للتسوية والذي خرج بصفقة غريبة وغير منطقية جعلت للإمارات 50% من عائد استثمار آراضي الفشقة كشريك ممول، و للسودان صاحب الآرض 25% و 25% لأثيوبيا الشريك بالعمالة والإشراف ، وكالعادة تم توظيف رئيس الوزراء “حمدوك” لإنجاح المخطط والذي بدوره اسند المهمة لوزيرة الخارجية مريم الصادق وفوضها لإكمال “الصفقة” قبل أن يتدخل الجيش وجهاز المخابرات مرة أخرى في إفشال المخطط من خلال عضويتهم في وفد التفاوض.
• خلاصة القول ومنتهاه : –
• وإن كانت الأوضاع داخل أثيوبيا غير مواتية ولا تُسهم في نجاح أي تحركات ومحاولات جديدة ، ولكن “الإمارات” لن يهدأ لها بال ولن تتوقف عن تحقيق أطماعها ومصالحها في (الفشقة) مهما كانت الظروف والموانع المحيطة ، وكُلما فشلت في محاولة تُسارع في أُخرى ، حيث لا نستبعد بأن تكون المستجدات الأخيرة من الجانب الأثيوبي بداية لتصعيد قادم ضمن محاولة (إماراتية أثيوبية رابعة) .
شاهد أيضاً
*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء*
*د.محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *هذا ليس من الكرم في شيء* أغيثوا المنكوبين …