محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
قرار الأمم المتحدة مكسب لكنه ليس الحل
اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم ٢٧١٥ الذي أنهى بمقتضاه ولاية بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس) اعتبارا من الثالث من ديسمبر ٢٠٢٣.
صدر القرار بأغلبية ١٤ عضوا في المجلس المكون من ١٥ عضوا وامتناع روسيا عن التصويت.
لا شك أن القرار يصب في خانة مصلحة السودان؛ لأنه يساهم في التقليل من إشعال الأزمة في السودان كما أنه يقطع الطريق أمام التدخلات الأجنبية في الشأن السوداني، ورغم أهمية هذا القرار إلا أنه لن يكون بمثابة طوق النجاة للسودانيين، وذلك في كونهم يمثلون الآن كتلا متعددة تتصارع فيما بينها.
هذا التصارع إن لم يتوقف، فلن يستفيد السودان من أي قرار عالمي صدر في حقه وفي حق سيادته.
إن لم تتوحد الجهود السودانية بحيث تضع مصلحة السودان وأهله في المقدمة، فلن يستفيد السودان من قرار الأمم المتحدة القاضي بمنح السيادة للإرادة السودانية.
فحتى يستفيد أهل السودان من المواقف الإيجابية التي تصدر في حقهم عليهم أن يلتفوا حول إعمار وتنمية وتطوير السودان.
هذا الشقاق وهذا الجرح الغائر بين الفرقاء السودانيين إن لم نعمل على حده، فلن نصل إلى حل.
لن نصل إلى أي استقرار سواء سياسي أو اقتصادي.
الفرقاء الذين لا يمكن أن يجتمعوا إلا تحت مظلة مصلحة السودان فالكيزان والإنقاذيون والطائفيون واليساريون والعنصريون وأصحاب الجوازات الأجنبية كل هؤلاء إن لم يجتمعوا من أجل مصلحة السودان، فلن يكون لقرار الأمم المتحدة القاضي بإيقاف عمل بعثة يونيتامس من السودان أي ميزة.
إن الاتفاق لمصلحة السودان وأهله ليس من المستحيلات بل كل المعطيات تنادي بأهميته، فها هو الاتحاد الاوروبي واتحاد الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الاتحادات التي تملأ العالم تمت من أجل ترقية وإنماء بلدانهم.
فما المانع أن نتحد نحن كما تتحد دول العالم؟؟؟
الاتحاد المقصود ليس اتحادا في الرؤى والمعتقدات والسياسات لكل جماعة، وإنما الاتحاد المقصود هنا هو الاتحاد في كون السودان هو الهدف الذي ينشده الجميع.
فإن لم نتوافق على هذا الاتحاد، فلا ينبغي أن نحلم بأن يكون لنا وطن.
لا ينبغي أن نحلم بأن تكون لنا سيادة.
الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: قرار الأمم المتحدة مكسب لكنه ليس الحل
شاهد أيضاً
*د. محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *يا حديثين العهد*
*د. محمد الريح الشيباني يكتب:* *سطور من نور:* *يا حديثين العهد* الخزي والعار دولة تشاد …