د.محمد الريح الشيباني يكتب:
سطور من نور:
مواطنين عزل لا قبل لهم بهذا كله
من منتصف أبريل وبلادنا تتعرض يوم بعد يوم إلى هجوم بري كاسح غاشم هدفه تمذيق النسيج الاجتماعي الذي ظل نسيجاً متيناً متماسكاً حتى أمام مدافع وبنادق الاحتلال البرطاني من زمن بعيد ، الآن هذا الترابط أضحى في خطر لسعي كثير من أعداء بلادي للنيل من هذا الوطن وشعبه ومقدارته، بعد وصول الاكتساح البري إلى وسط السودان واجتاح حياة الحواضر والريف لاسيما ولاية الجزيرة تلك الولاية التي ظلت ترفد السودان في شتى المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، تلك الولاية التي كانت تفيض منها ميزانية الدولة كل عام ، تلك السهول الغنية بكل الموارد ، وتلك البراري التي تجود بالثروة الحيوانية والحياة الطبيعية الخلابة الآن فاقت على دوري الانفجارات التي تسمع إلى الأمد الأقصى هناك ، ما أشبه هذا بالحملات البرية التي شنتها حملات التتار إلى جنوب غرب آسيا وشمال غربها ظلت عربات الدفع الرباعي محملة بالسلاح الأوباش وبمعونة بعض ساقطي الهمم ورخيضي الضمائر ووضيعي الشرف والأخلاق، بسبب أولئك وهؤلاء جميعاً استباحة مجموعات الشتات معظم أرض الجزيرة وبراريها سلباً وقتلاً ونهباً ، والقانون السائد فيها حالياً هو قانون الصحراء وأصبح سكان الجزيرة أشبه بالطرائد التي تركض خلفها الوحوش وقد تسقط بين حين وآخر تحت رحمة مخالبها الدامية ، مواطنين عزل لا يأبون إلا للسلم ، في وقت تعهدت فيه أمام الملأ وأمام الله عز وجل قوات هذا الشعب المسلحة بحماية الأرض والعرض والمال ، التحية لكل جندي في الجيش أبت نفسه أن تنام على ضيم وظل شائك سلاحه ومتوشحه سداً منيعاً أمام كل معتدي.
ولكن من المسؤول ؟ ومن الذي خان هذا الشعب وجيشه العظيم الذي قد تعدى عمره القرن حتى الحين.