الفاتح داؤد يكتب:
الملف الانساني بالقضارف.. هوامش علي دفتر الازمة
منذ سقوط ود مدني المزلزل وما صاحب ذلك من تداعيات انسانية وامنية ،استقبلت مراكز الايواء بولاية القضارف نحو نصف مليون نازح، اضافة الي وجود عشرات الالاف من النازحيين “مسبقا” في تلك المراكز ،هذا الواقع الانساني المستجد كان يستدعي بالضرورة بناء استراتجية ولائية محكمة لاحتواء تداعياته بمشاركة جميع الشركاء الوطنيين من الحكومة والمنظمات والخبراء والمبادرات ،خاصة وان الواقع الجديد قد شكل ضغطا اضافياع منظومة الخدمات الاساسية علي قلتها.فضلا عن تنامي الهواجس الامنية في ولاية تقع علي مرمي حجر من نيران المليشيا.
الا ان اصرار الحكومة الاتحادية بعدم السماح للولايات الامنة، بانشاء مخيمات لايواء المهجرين قسريا من الجزيرة والخرطوم، قد وضع حكومة ولاية القضارف التي تقاتل في عدة جبهات في موقف لاتحسد عليه،بسبب تعدد الملفات وشح الايرادات رغم علم السلطات ان غالبية هولاء النازحيين لايملكون من المال الا القليل الذي يسد رمقهم من الجوع وزل الحاجة،ولايملكون معه مايمكنهم من ايجارات البيوت، بل ان بعضهم لايملك حتي ضرورات الغذاء والعلاج،بعد ان جردتهم المليشيا المجرمة من كل شئ.
لذلك من المؤسف القول ان قرار الحكومة بعدم انشاء مخيمات للايواء اسوة بالحالات المماثلة في العالم كان اكبر خطا استراتيجي،نظرا للكلفة الانسانية والامنية التي ترتبت علي القرار .
خاصة مع اكتفاء مفوضية العون الانساني الولائية بلعب دور مكتب العلاقات العامة،لتحسين الصورة الذهنية للمنظمات الانسانية،مقابل شراء صمتها ع التجازوات الفنية والادارية،وهاهي تقف اليوم عاجزة عن الفعل و عارية امام الحقيقة حيث لاتملك احصائيات دقيقة او معلومات مؤثقة عن عدد النازحيين، او حتي خطط و تدابير لكيفية استيعاب هؤلاء النازحيين ومعالجة مشاكلهم وتوفيق اوضاعهم بما يحفظ كرامتهم ،بل تركتهم نهبا للسماسرة وضعاف النفوس، بين مطرقة الجوع ونهم الحيتان.
ومن المؤسف القول كذالك ان قرار منع انشاء معسكرات للنازحين بعيدا عن المرافق التعليمية والخدمية، كان قرارا سياسي خاطئا جسد عملية الهروب من مواجهة الأزمة بامتياز،بعد ان ترك امرهم لحكومات ولائية هي ذات نفسها في حاجة الي الاسناد والدعم.
واتحدى مفوضية العون الإنساني بولاية القضارف أن كانت تمتلك فعلا احصائيات دقيقة بعدد النازحين واماكن تواجدهم وحجم احتياجاتهم، أو تكون قد وصلت إلى ربعهم ودعت المنظمات الي تقديم الخدمات لهم …
كسرة :
ملف التحقيق بتاع الدعم المالي للنازحين بتاع الهجرة الدولية وصل وين؟
شاهد أيضاً
*صبري محمد علي يكتب:* *مُسجِّل عام الأراضي شُكراً (مولّانا)*
*صبري محمد علي يكتب:* *مُسجِّل عام الأراضي شُكراً (مولّانا)* هُناك منشُور صدر يوم أمس الأول …