محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
ممارسة العمل السياسي هي المعضلة
كل ما يظهر لنا من أزمات سببها ممارسة العمل السياسي.
تزداد الأزمات بسوء هذه الممارسة، ولم تقل إلا بسبب هذا السوء.
ظهرت أزمة تلفزيون السودان في بورسودان حينما طرد مدير التلفزيون مذيعة لم تلتزم باللبس الإعلامي المعهود.
في حين يمكن أن تمر هذه المشكلة كأي مشكلة تحدث في قطاع حكومي لكن لأن أزمتنا السياسية وصلت لأبعد مدى تحولت هذه المشكلة مباشرة إلى قضية رأي عام.
إذا لم نصلح شأننا السياسي سوف لن نفقد إذاعة بورسودان فقط.
سوف لن نفقد النسيج الاجتماعي فقط بل سوف نفقد وطنا بأكمله.
ونحن وسط هذه المتاهة السياسية البعض يظن أن الالتفاف حول القيادة الحالية للجيش هو العمل الذي ينجي السودان من الهلكة.
والحقيقة التي لا يريد أحد أن يواجهها هي أن أزمتنا كلها تتمثل في ممارسة العمل السياسي.
هذا العمل الذي يخلط بين وظيفة الجيش وبين وظيفة الكيانات المدنية.
انظروا إلى هذا الخلط وحده ماذا كلفنا؟
كلفنا حياتنا واستقرارنا بل وشرفنا.
هذا العمل السياسي المنحط جعل من خلافاتنا الثقافية نارا تريد أن تحرقنا.
ومن سخرية الأقدار أن يتحول هذا الخلاف الثقافي في منبر التلفزيون الذي هو أكثر المنابر احتفاء وفخرا وتعظيما لهذا التراث ولهذه التقافة.
ولكن لأن البلد من أولها إلى آخرها تعاني من عاهة سياسية استعصت على الحل تحولت معه ثقافة البلد إلى أزمة.
تحول تراث البلد إلى أزمة.
إن التفافنا حول القيادة الحالية للجيش والتي هي تمثل مظهرا من مظاهر أزمتنا السياسية ليس هو الحل.
الإمساك بمن استغل حادثة تلفزيون السودان، والذي حولها لقضية رأي عام ليس هو الحل.
لا حل لنا إلا بتصويب عملنا وممارستنا السياسية، فحينئذ لن نحول فقط اختلافنا الثقافي إلى إثراء.
لن نحول فقط تراثنا إلى عنوان يحتفل به أهلنا في غرب السودان قبل البجاويين.
بل قبل ذلك سنعيد لبلدنا الأمن والاستقرار الذي افتقده.
كل ذلك سنحصل عليه عبر مدخل واحد فقط وهو إصلاح ممارسة عملنا السياسي.
والعكس صحيح فبإهمالنا لهذا المدخل وبعدم جديتنا في إصلاحه لأي سبب من الاسباب، فسوف نفقد كل شيء.
سنفقد تراثنا وثقافتنا وبلدنا.
وأي حل غير معالجة هذا المدخل لا يعني سوى أننا ندفن رأسنا في الرمال.
شاهد أيضاً
*إبراهيم شقلاوي يكتب:* *وجه الحقيقة:* *مزاهر صالح: شهادة قانونية وأخلاقية تحرج “تقدم”*
*إبراهيم شقلاوي يكتب:* *وجه الحقيقة:* *مزاهر صالح: شهادة قانونية وأخلاقية تحرج “تقدم”* استضافت قناة الجزيرة …