الرئيسية / الاعمدة / السفير الصادق المقلي يكتب: زلزال انتخابي يطيح بالماكرونية في فرنسا….و علي نفسها جنت براقش

السفير الصادق المقلي يكتب: زلزال انتخابي يطيح بالماكرونية في فرنسا….و علي نفسها جنت براقش

السفير الصادق المقلي يكتب: زلزال انتخابي يطيح بالماكرونية في فرنسا….و علي نفسها جنت براقش

نعم ..لقد خسر ماكرون الرهان الانتخابي الذي كان يعول عليه و هو يتخذ ذلك القرار بحل البرلمان و إجراء انتخابات مبكرة ،،عقب هزيمة ائتلافه الحاكم الانتخابات الاوربية. هزيمة ساحقة اخري تجرعها معسكر ماكرون حيث حل في المرتبة الثالثة وراء اقصى اليمين و اقصى اليسار.. و كما يري بعض المراقبين أن هذه النتيجة كانت بمثابة عقوبة من قبل الناخب الفرنسي الناقم علي سياسة ماكرون..
بنسبة 33 في المائة من اصوات الناخبين حصل عليها اليمين المتطرف المتمثل فى حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبن و الشاب جوردان بارديلا ذو ال 28 ربيعا الذي تولي رئاسة الحزب من مارين لوبن في عام 2022,…و الذى خلع قبعة رئاسة الحزب و خاطب الشعب الفرنسى عقب إعلان نتيجة الجولة الاولي للانتخابات البرلمانية المبكرة..و استبدلها بقبعة رئيس الوزراء المرتقب..
علي ضوء هذا النتيجة الكارثية التي قلب فيها اليمين المتطرف الطاولة علي معسكر ماكرون الذي يمثل يمين الوسط…و اصبح حسب مخاوف ماكرون و اليسار الفرنسي علي ابواب السلطة في فرنسا…
و لعل ما يخلط الاوراق الانتخابية أن كوادر في معسكر ماكرون يرون كلا اليمين المتطرف الذى حل في المرتبة الأولى في تاريخ السياسة في فرنسا و اقصى اليسار الممثل في الجبهة الوطنية الجديدة بزعامة ميلانشو برئاسة ميلانشو رئيس حزب فرنسا الابية و الذى حل ثانيا بحوالي 29 في المائة،، كوادر تجمع ماكرون يرون في كلا اقصى اليمين و اقصى اليسار خطر علي فرنسا..كما صرح بذلك وزير المالية في حكومة ماكرون ..و لكن يشتم من تصريحه انهم مشكلتهم مع ميلانشو و لا يتمنون توليه رئاسة الوزراء…اي لا مانع لهم مع تحالف مع الجبهة الوطنية الجديدة لسد الطريق أمام حصول اليمين المتطرف علي الاغلبية المطلقة في البرلمان…اي 289 من 577 عضوية نواب البرلمان…
و مثل هذا التحالف العريض الذي دعا إليه كل من ماكرون و رئيس وزرائه بعد إعلان نتائج الجولة الاولي….يثير مخاوف اليمين المتطرف و من تحالف معهم من الحزب اليمينى الديقولي الذي دخل في مشاكل قضائية مع كوادر حزبه حول عزله بسبب اعلانه تاييد اليمين المتطرف في الجولة الثانية.. و قد وصف هذا التحالف بأنه ضد الطبيعة…
و يبدو أن معسكر ماكرون لا مناص له سوي الدخول في تحالف مع اقصى اليسار في الجولة الثانية من الانتخابات…اي هو أمام الخيار بين السيئ و ما هو اسوا ..
Le choix entre le mal et le pire…
نعم كسب اليمين المتطرف المعركة في الجولة الاولي و لكنه لم يكسب الحرب بعد..فالحسم يتم في الجولة الاولي المفتوحة علي كافة الإحتمالات
…و لكن في اعتقادي اذا حدث بالفعل تحالف عريض ييان اقصى اليسار و يسار الوسط و يمين الوسط ، فليس من المستبعد أن يحرم هذا التحالف اليمين المتطرف من الحصول علي اغلبية مطلقة تمكنه من حكم فرنسا لأول مرة منذ ميلاد الجمهورية الخامسة فى عام 1958على يد المؤسس الجنرال ديجول…سيما و لو اخذنا في الإعتبار تصريح رئيس الحزب اليمينى المتطرف الشاب جوردان بارديلا بأنه لن يشكل حكومة الا إذا حصل تجمعه علي الاغلبية المطلقة في البرلمان. و ربما كان هذا التصريح مناورة سياسية و رسالة الي الناخب الفرنسي مناشدا اياه اعطاء هذه الفرصة في الجولة الثانية التي ربما تزيد نسبة المشاركة فيها علي نسبة ال 65 في المائة في الجولة الاولي.
كما أن ليس من المستبعد اذا صوت كل انصار الحزب الجمهوري الديجولي لصالح التجمع الوطني المتطرف أن يحصل الاخير علي الاغلبية المطلقة ، خاصة و أن التوقعات تشير الي حصول الحزب الجمهوري الديجولي علي حوالي علي أكثر من ستين مقدعدا في البرلمان الفرنسي…
و علي كل سيظل الشعب الفرنسى يحبس انفاسه حتي اعلام نتائج الجولة الثانية لهذه الانتخابات البرلمانية المبكرة في السابع من يوليو الجاري.
و تبقى الحقيقة أن هذه الانتخابات البرلمانية المبكرة كرست اضمحلال إن لم يكن تلاشى الحزبين التقليديين الديجولي و الاشتراكي الذين تعاقبا علي الحكم في فرنسا منذ ميلاد الجمهورية الخامسة..و كرست تصاعد اليمين المتطرف في فرنسا و بعض دول أوربا الغربية.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*صبري محمد علي يكتب:* *مُسجِّل عام الأراضي شُكراً (مولّانا)*

*صبري محمد علي يكتب:* *مُسجِّل عام الأراضي شُكراً (مولّانا)* هُناك منشُور صدر يوم أمس الأول …