الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب : إن أريد إلا الإصلاح: شوكة الحوت

محجوب مدني محجوب يكتب : إن أريد إلا الإصلاح: شوكة الحوت

محجوب مدني محجوب يكتب :
إن أريد إلا الإصلاح:
شوكة الحوت
الدعم السريع هو شوكة حوت السودان حيث لم يستطع أن يبلعها.
ولا هي تريد أن تخرج من حلقه.
أصبح الدعم السريع شوكة حوت على الجميع
فهو شوكة حوت على الشعب السوداني إذ كان بإمكان هذا الشعب أن يقبلها، فهو لا همه جيش ولا همه فلول طبعا.
لكنه للأسف لم يفكر حتى أن يستوعبها بل لو خير بينها وبين الفلول أو العسكر لاختارهما عليها وهو فرح، وما ذلك إلا بسبب الرعب والجوع والتشريد الذي مارسته عليه شوكة الحوت هذه.
فهي إن جاءت إليه وحفظت له أمنه واستقراره وتركته ومعايشه لما تردد في قبولها.
ولكنه ونسبة لفظائعها التي أحدثتها له لمجرد ذكر اسمها يصيبه الرعب والذهول.
كذلك الدعم السريع تمثل شوكة حوت  لقوى( تقدم).
فهذه القوى لم تستطع أن تقبلها نهائيا بسبب أن سمومها لا تخفى على أحد.
ولم تستطع إطلاقا أن تخفي سمومها، وإن كانت تتمنى وترجو ذلك، وذلك من أجل أن تجعل منها سلاحا تقابل بها الجيش والفلول.
إلا أنها اضطرت هذه القوى نسبة لفظائع الشوكة أن تفر منها مع الفارين.
وكذلك هي تمثل شوكة حوت بالنسبة للجيش.
فالجيش سقف طموحاته عال.
ينظر للسلطة دون أن يغمض له جفن، ولا يكاد يذكر اسم السلطة إلا ويسيل لعابه.
يحبها حب غير إرادي.
بعض هذه الحب مكتسب.
اكتسبه من الساحة الفارغة أمامه، والتي تشجعه وتحفزه في أن يركض خلفها.
وبعض هذا الحب للسلطة وراثي.
بينما شوكة الحوت كان يكفيها أن تستلم مكان الجيش.
هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى الجيش لا يمكنه أن يستوعب رأسين، فرأس مسيطر عليه الفلول، فعسير على هذا الجيش أن يستوعب مع الفلول هذه الشوكة.
كذلك الدعم السريع يمثل شوكة حوت على الفلول، ويمكن للأخير أن يستوعب هذه الشوكة لولا أن الثورة وتداعيتها أحدثت بينهما قطيعة صعب تجاوزها.
وصعب أن تفرط شوكة الحوت في تداعيات الثورة خصوصا بعد أن هيأت لها هذه الثورة ظرفا جعل لها الباب مفتوحا على مصراعيه سواء سياسيا أو عسكريا.
لم يبق إزاء شوكة الحوت هذه سوى المكار الخارجي.
ويا للخوف من هذا المكار الخارجي من أن يلتف حول هذه الشوكة، ويضرب بها جميع المكونات السابقة؛ ليحقق بها مآربه في البلد سواء بشفط ثرواته أو بتقسيمه إربا إربا.
ويبدو أن هذا المكار الخارجي سيجد ضالته في السودان عبر هذه الشوكة.
فعلاوة على كون هذه الشوكة في يده يستخدمها كيف يشاء.
فكل المكونات لا تعترض طريقه.
إذ أن الشعب مغلوب على أمره لم يترك له النزوح عقلا يفكر به.
و(تقدم) لا حيلة لها أمام هذا المكار بماذا تواجهه.
فهي لم تستطع أن تتغلب على الفلول، والجيش ليس في يدها.
والشعب باعدت بينهما الحرب بعد المشرقين.
والجيش كذلك لا يقف سدا منيعا أمام هذا المكار، فهو ما زال سادرا في غيه مشغول بأن يسحب منه بساط السلطة.
وكذلك الفلول استحالة أن يضع يده في يد الشوكة من أجل أن يبعد أطماع هذا المكار، فهو إن كان فهمه على هذا المستوى لما فرط في نظامه.
يبدو أن المكار الخارجي سيغلب كل المكونات الداخلية مستعينا بشوكة الحوت؛ ليجد البلد أمامه لقمة سائغة.
وقطعا ستكون سهام هذا المكار أخطر وأفظع بمراحل من سهام الحرب.
فهل من حكيم؟!
وهل من رشيد؟!
يفوت هذه الفرصة على هذا المكار.
فالجيش والفلول وتقدم ومن خلفهم الشعب في أحوالهم وصراعاتهم يعملون جميعهم على دعم واستغلال هذا المكار لشوكة الحوت دون شعور منهم او إدراك.  

عن Admin2

شاهد أيضاً

*د. الفاتح يس:* *تعقيب على تصريحات الأمين التنفيذي للأمم المتحدة*

*د. الفاتح يس:* *تعقيب على تصريحات الأمين التنفيذي للأمم المتحدة* الأمين التنفيذي لإتفاقية الأمم المتحدة …