الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: الوطن ذلك الثوب الذي كلما شددناه تمزق

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: الوطن ذلك الثوب الذي كلما شددناه تمزق

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
الوطن ذلك الثوب الذي كلما شددناه تمزق
إذا اعتبرنا أن الوطن ثوب، فهناك حالتان للتعامل معه.
حالة تعمل على جمع أطرافه حتى تحافظ على سلامته.
وحالة تعمل على شده فتحيله إلى أجزاء.
للأسف اليوم الكل وبلا استثناء يمارس الحالة الثانية.
الكل يعمل على الشد.
لا أحد ممن هو على المشهد يعمل على لم أطراف الثوب.
دعت الوثيقة الدستورية إلى فترتين للحكم فترة عسكرية وفترة مدنية.
فتحول هذا المشهد إلى شد بين العساكر والمدنيين.
دعا الشارع إلى تغليب ذهاب الجيش إلى الثكنات.
فتحول هذا المشهد إلى شد بين الجيش والشارع.
دعت الوثيقة إلى استكمال الفترة الانتقالية.
فتحول هذا المشهد إلى شد بين مجموعة أيدت انقلاب أكتوبر وبين مجموعة رفضته.
استبدلت الوثيقة الدستورية بالاتفاق الإطاري.
فتحول هذا المشهد إلى شد بين الجيش والنظام البائد من جهة وبين بقية القوى من جهة أخرى.
إلى أن تحول الشد مبلغه حينما تحول إلى شد بين الجيش والدعم السريع.
فالجيش مازال يشد من جهة تبنيه للنظام البائد.
ويشد من جهة عرقلة السلام.
ويشد من جهة تبنيه لمعسكر الشرق.
والدعم السريع كذلك يشد من جهة قبوله للسلام.
يشد من جهة مواصلة اعتدائه على الشعب.
ويشد من جهة تبنيه لمعسكر الغرب.
القوى السياسية كما صرح عمر الدقير القيادي بحزب المؤتمر السوداني وفضل الله برمة ناصر عن حزب الأمة تشد نحو قبولها لقرارات الأمم المتحدة للشأن السوداني بعد جنيف.
والجيش يشد بالرفض لهذه القرارات.
لا يوجد مشهد واحد في السودان للقوى المتصارعة تقف فيه على صعيد واحد.
كل الأطراف متفقة اتفاقا صامتا على مبدأ واحد فقط هو الشد.
المشهد كله عبارة عن شد.
ما يشد طرف في جهة إلا ويجد طرفا يشد من الجهة الأخرى.
بل في كل خطوة تالية رغم معاناة الشعب ومراراته تبتعد مسافات هذا الشد للدرجة التي يصعب معها لم أطرافه بأي حالة من الحالات.
قد يكون الحق مع الجيش.
بل فلنقل هو مع الجيش فعلا.
لكن هذا الجيش يشترك مع الآخرين في ذات الصفة وهي صفة الشد.
وبالتالي النتيجة الطبيعية لهذا المشهد الذي لا يحتوي سوى على الشد هو تمزييييييق السودان.
لم يسخر الله إلى الآن أحدا من المتصارعين بأن يستبدل هذا الشد إلى لم الأطراف.
الكل يتفق على الشد بغض النظر عمن هو بجانب الحق.
ولن ينصلح الحال إلا بأن يتحول هذا الشد – الطاقة المسيطرة على المتصارعين – إلى لم للأطراف.
حينئذ فقط سيسلم الثوب.
القادر على قلب هذا الصراع من شد إلى لم هو الذي سيحافظ على السودان.
ومادامت هذه الأطراف موجودة، ولا صفة لها غير الشد، فلن تكون النتيجة نصرا لأي واحد منهم.
النتيجة هي أن يتمزق السودان بين أيديهم.
وإن انتهت الجولة بين كل الأطراف (أطراف سياسية وأطراف عسكرية) بصفة الشد ولم تتحول إلى لم الأطراف، فسوف تكون تفاصيل النتيجة للشد كالآتي:
الدعم السريع النتيجة: رسوب.
القوى السياسية النتيجة:  رسوب.
الجيش النتيجة: نجاح (على الأقل ينزح إليه الناس لا ينزحون منه.)
النتيحة النهائية:
رسوب وهي تمزيق الوطن.
هذا وقد كان السبب المباشر لهذه النتيجة التراجيدية هي غياب صفة اللم على جميع الأطراف.
ولم تكن هناك صفة سائدة بينهم سوى الشد الأمر الذي جعل تمزيق الوطن نتيجة حتمية.

عن Admin2

شاهد أيضاً

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السياسة التي فصلت الجنوب ستفصل غيره*

*محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السياسة التي فصلت الجنوب ستفصل غيره* الأسباب …