*محجوب مدني محجوب يكتب:*
*إن أريد إلا الإصلاح:*
*السياسة التي فصلت الجنوب ستفصل غيره*
الأسباب التي أدت لفصل جنوب السودان عن شماله هي:
* الاعتقاد الجازم بأن يظل جنوب السودان تحت مظلة النظام القائم، فإذا تعذر هذا الجنوب للانضمام لهذا النظام، فليذهب دون مأسوف عليه.
* إرجاع الانفصال من عدمه إلى اتفاقيات يقوم بها ساسة معرضون لمساومات لكونهم تورطوا في عدة جرائم توهموا أن الانفصال سيمسح هذه الجرائم.
* النظر إلى الجسم المنفصل بأنه مرتع خصب لمعارضة النظام القائم وبالتالي بتره من خارطة الوطن يعني بتر هذه المعارضة وإلى الأبد.
* رغبة الإرادة الدولية في الانفصال.
* عدم إبداء أي خطورة في كون هذا الانفصال سيكون نواة لانفصالات قادمة.
* الاستهانة بكل التضحيات وكل الثمن الذي دفعه هذا الشعب من أجل المحافظة على هذا الجزء من الوطن.
* أن تكون الغاية من الممارسة السياسية هي غاية واحدة لا شريك لها وهي الحصول على السلطة.
* أن تكون ذات الإرادة السياسية الماكرة هي من تسيطر على الموقف اليوم.
* مقدرة هذه الإرادة الماكرة في تحويل الحرب إلى تهلكة بعد أن كانت تنادي بأنها حرب نجاة وكرامة.
* عدم اعتبار هذه الإرادة السياسية لأي رأي دولي يقف ضدها، وبإمكانها من أجل تحقيق مصالحها أن تمنح الشعب كله مهرا لخلافها مع هذا المجتمع الدولي.
* استغلال الانقسامات والمصالح الدولية المتقاطعة مع بعضها البعض من أجل تحقيق مآربها الخاصة.
* ذات الشخوص والوجوه الكالحة التي نفذت انفصال جنوب السودان ما زالت على رأس المشهد السياسي.
هذه الأسباب مجتمعة هي التي أدت لانفصال جنوب السودان.
وبالتالي فمن نافلة القول بأن هذه الأسباب متى ما تكررت، فسيؤدي تكرارها إلى انفصال أجزاء أخرى من هذا الوطن المكلوم.
وكما أن من فصل جنوب السودان لم يرجف له جفن من فصله، ولم يندم إطلاقا على هذه السكين التي غرزها في خاصرة الوطن.
بل يورد الانفصال باعتباره من طبائع الأمور.
فكذلك سيظهر لكم ذات المكار، وبذات لا مبالاته بعد فصله لبقية أجزاء السودان.
وسيقف فارعا قامته شاعرا بعظيم نجاحه، وذلك بأنه كما أن انفصال جنوب السودان جعله باقيا على سدة الحكم، فلا ضير بل من المنجزات بالنسبة له أن يحقق له أي انفصال آخر ذات هذه الرغبة التي أوردت هذا الشعب الهلاك.
وسيظهر لك أيضا من يقول لك أن ما تم هو من صميم الدين.
وسيورد لك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة بأن ما فعله هذا المكار هو عين الصواب.
إلا أن المفيد حقا من كل هذا المشهد التراجيدي هو أنه سيكون مادة دسمة تدرس للأجيال جيلا بعد جيل مفادها هو أن الطغمة التي همها السلطة لا يعنيها أن تقسم بلدها إلى أشلاء.
وأن الطغمة التي تضع غايتها وهدفها على مصلحة وغاية الوطن سيكون ذلك على حساب التفريط في وحدة الوطن وفي سلامة أراضيه.
لا.
والأدهى والأمر أنها ستعتبر ذلك إنجازا لها وسط أهازيج الدهماء والغوغاء ودعاة الدين بالباطل.
الرئيسية / الاعمدة / *محجوب مدني محجوب يكتب:* *إن أريد إلا الإصلاح:* *السياسة التي فصلت الجنوب ستفصل غيره*
شاهد أيضاً
*د. الفاتح يس:* *تعقيب على تصريحات الأمين التنفيذي للأمم المتحدة*
*د. الفاتح يس:* *تعقيب على تصريحات الأمين التنفيذي للأمم المتحدة* الأمين التنفيذي لإتفاقية الأمم المتحدة …