أخبار عاجلة
الرئيسية / الاعمدة / محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: شتان ما بين دعم الثوابت، وما بين استغلالها

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: شتان ما بين دعم الثوابت، وما بين استغلالها

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
شتان ما بين دعم الثوابت، وما بين استغلالها
ثوابت الأمة وأعمدتها لا يوجد حولها خلاف، ولعل على رأس هذه الثوابت الدين ويمثله عندنا الإسلام.
وحماية الوطن ويمثله عندنا الجيش.
والهوية الوطنية ويمثلها عندنا الشعب بكل ثقافته وعاداته وتقاليده.
الكل يهتم بهذه الثوابت ويضع لها ألف حساب.
هناك فريقان إزاء هذه الثوابت يختلفان في الاهتمام بها اختلاف المشرقين.
فريق يدعم هذه الثوابت، ويحرص على ألا تغيب عن المجتمع،  ويبذل في ذلك كل رخيص وغالي، فهي عنده المقدمة، ولا شيء يتقدم عليها سواء حماية نفس أو تحقيق مصلحة شخصية.
وفريق على النقيض من ذلك الفريق رغم اعتقاده الجازم بأن هذه الثوابت مهمة إلا أنه للأسف الشديد استغل أهميتها لتحقيق مصالحه عبرها.
استغل أهميتها؛ لتكون له إشارة عبور يعبر بها لكل ما تشتهيه نفسه، والدليل على ذلك هو أنه بمجرد ما يحصل على مراده يرميها خلفه لا يعتني بها، ولا يلقي لها بالا
ينسى تماما أنها كانت شغله الشاغل.
ينسى تماما أنه كان ينادي بأنه لا شيء من رغباتنا الخاصة يعلو عليها.
فهذا الصنف من البشر ينادي بأهمية الدين وبأهمية تعاليمه؛ ليصل بهذه الدعوة لأهدافه، فبمجرد أن يصل يكون هو أول المسيئين لهذا الدين.
ولأنه نفسه لم تتغير ينظر كذلك في حماية البلد من العدو على أنها ثابت من ثوابت الأمة،  وحتى يكون هو في المقدمة يقوم بتبني قضايا هذا الثابت من خلال الجيش.
لا يهمه إن كانت قيادة هذا الجيش صالحة أو طالح، فهذه ليست من حساباته.
فهو لا يهمه من الجيش سوى أنه يمثل له معبرا.
فهو لا يبكي عليه إن ضعف بل يبحث عن معبر آخر.
إذ أن نشاطه ومجهوده كله يسخره؛ لتحقيق رغباته.
فما أن يشاهد ضعف وهوان الجيش لا يعمل على تقويته أو مساندته، فهذا النهج ليس من أولوياته.
بل يبحث وينتقل مباشرة إلى ثابت آخر من ثوابت الأمة؛ ليصعد به.
بقي من ثوابت الأمة  بعد الدين وبعد الجيش هذا الشعب المكلوم.
فهو الآن في هذه المرحلة من الاستغلال. يقوم بتعبئة الشعب من أجل ذات الغرض وهو الوصول به لغاياته وأهدافه.
من يهمه الدين سيظل متمسكا به باكيا على غيابه، ولن يهدأ له بال إلى أن يعيد قوته وعزته.
من همه الدين لا يركنه على جنب ويبحث عن غيره.
من يهمه الجيش ويعتقد حقيقة بأنه القوة الوحيدة التي تحمل لواء الشرف لهذا البلد لن يتركه سادرا في ضعفه وغيه ويبحق له عن ثابت آخر.
سيقف معه سواء كان هذا الجيش ضعيفا أو قويا مادام يمثل بالنسبة له الثابت الذي لا تعلو عليه أي رغبة خاصة.
ولكن الثابت عند هذا الفريق في كل مرحلة من مراحله ومواقفه هو ذاته هو غاياته الخاصة، وعليه سيترك الثوابت الثابت تلو الثابت؛ ليبحث عن ثابت يثبت وجوده هو.
يثبت ذاته هو.
الشعب الآن ضحية هذا المارد حينما وضع عينه عليه باعتبار أنه الثابت الذي يحقق رغبته في هذه المرحلة التي غاب فيها الدين، وغاب فيها الجيش.
وما غاب هذا الثابتان إلا بسببه حينما اتخذهما وسيلة لرغباته المريضة.
ولن يتوقف إلى أن يتوقف آخر نبض في حياته.
سبظل هكذا يلعب بثوابت الأمة، ليصعد بها لغاياته.
هكذا نشأ وهكذا تربى وهكذا تكون.
(اللعب بالثوابت من أجل تحقيق المصالح) هذا هو شعاره.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

عن Admin2

شاهد أيضاً

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: هل من جدوى من الإعلام الموجه؟!

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: هل من جدوى من الإعلام الموجه؟! درجت …