بخاري بشير يكتب: هشام السوباط .. مبادرات تكيد الأعداء!!
قدمت من السودان قبيل عيد الاضحى المبارك بعد أن أمضيت شهرا ويومين، بين الاهل والاحباب الذين أبوا أن يغادروا السودان رغم ويلات الحرب وآثارها المدمرة على كافة أشكال الحياة، وكان اصعبها هو الأثر الاقتصادي الذي انعكس بالطبع على الجنيه السوداني وافقده الكثير من قيمته امام العملات العالمية، وأثر ذلك بلا شك على حياة الناس وخدماتهم ومعاشهم.
هذه الحرب المدمرة التي عاشها السودانيون، ادهشت العالم أن السودان لا زال بخير، وان السودانيون لا زالوا يبتسمون للحياة ويقبلون عليها، وكأنهم لم يفقدوا الخرطوم أو ولايات دارفور التي سيطرت عليها مليشيا ال دقلو.. الذي يزور القضارف أو كسلا أو نهر النيل أو الشمالية أو البحر الاحمر يدرك أن أهل السودان أهل عزائم، وهم ماضون بحول الله لهزيمة هذه المليشيا وإخراجها صاغرة من ارض السودان، ومندحرة وخائبة لتواجه مصيرها في الصحراء الأفريقية هذا أن استقبلتها تلك الصحاري.
والسبب في إن السودانيون لا زالوا بخير يرجع إلى كل أهل بلادي الذين وقفوا إلى جانب الجيش حاملين للسلاح، أو مدافعين بالمال، أو هم يزودون عنه بالفكرة والرأي والصوت في وسائل الإعلام المختلفة.
وهنا اريد أن اخصص الحديث عن أهل المال والاقتصاد، الذين بذلوا الغالي والنفيس دعما للقوات المسلحة، وأدركوا منذ الساعات الأولى للحرب أنها حرب يكون فيها السودان أو لا يكون، ولا زال هؤلاء في الخطوط الأمامية لدعم القوات المسلحة، ومن رجال المال والأعمال الذين لهم سهم بارز في دعم الجيش، الاخ هشام حسن السوباط، ذلك الاسم المعروف والماركة المسجلة في ساحات الاقتصاد السوداني المختلفة، زرت الاخ السوباط إبان تواجدي في بورتسودان، وشهدنا معه افتتاح مستودعاته الجديدة، وعايشنا عن قرب نشاط هذا الرجل الذي آثر أن يبقى داخل السودان يشعر بآلامه ويسهر معه، قدم السوباط ولا يزال الدعم للجيش، وأعلن ذلك في كثير من المناسبات، ساهم مع آخرين في توفير المشتقات البترولية، وإذا نظرنا لأداء شركات السوباط نجدها تتسع لمساحات واسعة في مجالات عديدة.
في ابريل الماضي كان للسوباط مبادرة ضخمة أسماها مبادرة رجال الأعمال لإعمار ما دمرته الحرب، وحضر تدشينها بالقاهرة عدد من رجال الأعمال والدبلوماسيين وأهل الإعلام ورموز المجتمع السوداني في ارض الكنانة .. وهي مبادرة لا يقوم عليها إلا من عايش هذه الآثار المدمرة للحرب، ومن أدرك التبتلاءات التي لم يشهد مثلها الشعب السوداني من قبل.
ولأن السوباط يعلم حجم أداء رجال الأعمال، وعظم وطنيتهم، لم يطلق عليها اسمه لكنه دشنها كمبادرة تحمل اسم الجميع.
السودان اليوم او سودان ما بعد الحرب، ينتظر من الجميع أن يتكاتفوا لتعميره، رجال الأعمال والأطباء والمهندسين والمزارعين والمعلمين والموظفين والرعاة والعمال والتجار والطلاب ، وكل أصحاب المهن.. كل في مجاله.. لان الذي تحتاجه البلاد اكبر من قدرة أي فئة منفردة.. وعندما يضع أهل السودان اياديهم مع بعضهم البعض يستطيعون مواجهة اي خطر.. أن مافعلته الحرب بالسودان وأهله كفيل بأن يدفع كل سوداني وطني غيور للانخراط في أعمار الوطن ونهضته ونمائه.
مبادرة رجال المال والأعمال التي أطلقها رجل الأعمال هشام السوباط سيكون لها أثرها في سودان ما بعد الحرب، وقد اصبحنا على مسافة قصيرة من بلوغ نهاية الحرب.. بعد ان باتت المليشيا قاب قوسين من الانهيار التام، وهناك مؤشرات وبشارات مختلفة تزهر يوما بعد آخر.. ولابد أن يشمر اهل السودان عن سواعد الجد والعمل، وان ينبذوا الفرقة والشتات.. ولنكن البداية بالمبادرة التي أطلقها السوباط.