Home / الاقتصاد / (خبطة نيوز) تنشر حوار مدير عام بنك البركة الرشيد عبد الرحمن صاحب فكرة محفظة السلع: محفظة السلع الاستراتيجية لم تحتكر الصادر وهذه هي أسباب توقف أعمالها

(خبطة نيوز) تنشر حوار مدير عام بنك البركة الرشيد عبد الرحمن صاحب فكرة محفظة السلع: محفظة السلع الاستراتيجية لم تحتكر الصادر وهذه هي أسباب توقف أعمالها

(خبطة نيوز) تنشر حوار مدير عام بنك البركة الرشيد عبد الرحمن صاحب فكرة محفظة السلع:
محفظة السلع الاستراتيجية لم تحتكر الصادر وهذه هي أسباب توقف أعمالها
أجرى الحوار طارق شريف ساتي
الأستاذ الرشيد عبد الرحمن علي بلال مدير عام بنك البركة السوداني، كفاءة مصرفية، يمزج بين التأهيل الأكاديمي الرفيع والخبرة الطويلة الممتازة التي اكتسبها في مشوار مهني رفيع امتد لأربعين عاماً، عمل خلالها في عدد من الوظائف المصرفية القيادية، وهو حاصل على درجة الماجستير في الصيرفة والتمويل من معهد “جيورد يانو دلامور” بميلان- إيطاليا، كما له عدد من البحوث المصرفية والمالية المنشورة.
الرشيد عبد الرحمن أثرى الساحة المصرفية والاقتصادية بفكرة محفظة السلع الإستراتيجية، التي اسهمت في حلول الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السودان في شراء السلع الإستراتيجية وحققت الإستقرار في سعر الصرف
ولكن اعمال المحفظة توقفت خلال الفترة الاخيرة مما طرح التساؤلات في الساحة الاقتصادية عن أسباب التوقف
حملنا التساؤلات للرشيد عبد الرحمن فتفضل بوضع النقاط على الحروف بطريقته المهنية والموضوعية .
– من أين جاءت فكرة محفظة السلع الإستراتيجية؟
هي ممارسة مصرفية قديمة لاستيراد السلع مثل القمح والمواد البترولية، وقامت فكرة المحفظة على توفير موارد مالية، محلية أو أجنبية، لتغطية استيراد السلع الإستراتيجية مثل القمح والمواد البترولية وغيرها من السلع الإستراتيجية، وأيضاً وفرت المحفظة موارد لتمويل بعض سلع الصادر الأساسية مثل الذهب والصمغ العربي والماشية واللحوم والحبوب الزيتية وغيرها، وذلك على أساس تجاري، وتسمى السلع التي تتعامل فيها المحفظة استيراداً وتصديراً بـ”سلع المحفظة”.
– ولماذا تم اللجوء إلى فكرة المحفظة؟
لمواجهة الشح في النقد الأجنبي لاستيراد السلع الإستراتيجية فقدمنا المبادرة، وقلنا نلجأ للممارسة السابقة والمحفظة تتكون مواردها بالعملة المحلية من البنوك وبعض شركات القطاع الخاص.
وتستخدم المحفظة طريقتين.. أولاً- الاستيراد بالأجل للسلع الإستراتيجية وهو عكس ما يتم في المحافظ القائمة (يتم التصدير ومن حصيلة الصادر يتم الشراء كاش).
ثانياً- يتم الاستيراد في الأول إلى أن يُستحق السداد.
كانت المحفظة في البداية محصورة على بنك البركة ولكن دخلت بنوك تجارية أخرى بعد ذلك؟
نعم، بلغ عدد البنوك المساهمة نحو (27) بنكاً وهناك أيضاً بنوك لها خطوط ائتمانية نشطة، إضافة إلى مساهمتها في رأس المال وكذلك بنوك لها خطوط ائتمانية غير نشطة لكنها وعدت بالعمل مع مراسليها على تنشطيها.
– هنالك بعض الأقوال تُردد بأن المحفظة تحتكر الصادر؟
المحفظة لا تحتكر الصادر بل هي توسع من تمويل المصدرين، وهنا نستند إلى إحصائية تمويل الصادر، حيث كان بنهاية 2021 يساوي (10%) فقط من إجمالي التمويل المصرفي حسب إحصائيات بنك السودان . وشيء مؤسف أن يكون حجم تمويل الصادرات بهذا الحجم الضئيل في حين البلد يحتاج إلى تمويل الصادرات لتوفير النقد الأجنبي.
– ما ردك على الانتقادات التي وجهت للمحفظة؟
المنتقدون انصب نقدهم على افتراضات غير واقعية ولا تتسق مع الممارسة المصرفية السليمة، خاصة أن آلية عمل المحفظة من ناحية الاستيراد والتصدير كانت تتم في السابق لكل نشاط على حدة بمحفظتين منفصلتين عن بعضهما هيكلياً وادارياً، أما في هذه المحفظة فقد تم دمج النشاطين معاً في محفظة واحدة تضطلع بكل أعمال الصادر والوارد المتعلقة بأهدافها.
هناك حديث يثار عن التزامات المحفظة المتعثرة كيف ترد على هذا الكلام
التزامات المحفظة المتعثرة نتجت من خطابات اعتمادات صحيحة تم فتحها بواسطة ستة مصارف سودانية كطلب شركات البترول المستوردة و تتسق تماما مع الممارسة المصرفية السليمة و لقد تم سداد جزئي منها في يونيو و سبتمبر 2022 بالاحلال علما بأن الشركات المستوردة قامت بسداد المقابل المحلي بالكامل و عادة تقوم المحفظة بتدوير مواردها المحلية في تمويل شركات الصادر و كذلك الأدوية بغرض الاستيراد حيث تقوم بإستخدام الحصيلة من عمليات تمويل الصادر في سداد التزاماتها الاستيرادية الآجلة. و في حالة عدم سداد تمويل الصادر في مواعيده أو تأخر استلام الحصيلة يحدث تأخير في سداد التزاماتها في مواعيدها كما يعرضها ذلك الي مخاطر تذبذب سعر الصرف ناهيك عن توقف أعمالها منذ أبريل الماضي بما في ذلك عدم تمكنها من تحصيل مبالغ التمويل من العملاء الذين تضررت أعمالهم خلال الشهور المنصرمة.
مدى التعاون من بنك السودان في المحفظة؟
المحفظة تعنى بحشد الموارد وتوجيهها واستغلالها، وهي تتماشى مع سياسات بنك السودان التي تشجع البنوك على الاتحاد في المحافظ.. مثلاً بنك البركة كان يشترك مع عدة مصارف لتمويل مصدري الصمغ، وهي إحدى المحافظ التي طرحها بنك السودان
وبالنسبة لمحفظة السلع الإستراتيجية، بنك السودان كان له الدور الأساسي في وضع الأسس والضوابط التي تنظم عمل المحفظة .
حدثنا عن آلية عمل المحفظة؟
قامت البنوك المساهمة في المحفظة والتي لديها خطوط ائتمان مع مراسليها بفتح حسابات دوارة (ESCROW A/C) بطرف مراسليها، وقامت المحفظة بالتنفيذ المباشر لعمليات التصدير عبر القطاع الخاص بنظام الوكالة أو المضاربة أو المشاركة، واودعت الحصائل في الحسابات الدوارة المذكورة أعلاه كضمان لسداد خطوط الائتمان، ويتم التعامل بالمحفظة على أساس السعر الحر للدولار الأمريكي. كما تقوم المحفظة بتمويل سلع الوارد عبر خطوط الائتمان بطريقة الاعتمادات الآجلة، وتكون إدارة المحفظة عبر اللائحة المجازة لهذا الغرض، وتتم المشتروات عبر لجنة العطاءات بكل شفافية.
_ ما هي مهام البنك الرائد- بنك البركة؟
تشمل المهام: إدارة حسابات المحفظة طرف بنك السودان المركزي بما في ذلك الحساب التجميعي الموحد بالنقد الأجنبي لموارد المحفظة، متابعة منح تنفيذ التمويل للطلبات المعتمدة من اللجنة التنفيذية، إعداد التقارير المالية للمحفظة بالكيفية التي يطلبها مجلس الإدارة، إخطار اللجنة التنفيذية بأية مشكلة تعترض أداء المحفظة وذلك بغرض التنسيق مع الجهات ذات الصلة، متابعة السداد مع المصارف المنفذة لعمليات التصدير والاستيراد تجنباً لحدوث تعثر، إبرام العقود وفق الصيغ المنصوص عليها في الفقرة (ثانياً) البند رقم (8) (تحت مسمى أحكام عامة) مع كل بنك حسب حجم العمليات المنفذة عن طريقه، متابعة إصدار خطابات الضمان من بنك السودان المركزي للبنوك المساهمة، إصدار شهادة إيداع لكل مساهم من غير البنوك حسب حجم مساهمته، وأخيراً.. أية مهام أخرى يحددها مجلس إدارة المحفظة.
من وجهة نظرك ماهي نقاط القوة في المحفظة
ابرز نقاط القوة هي
التسهيلات في التعاملات مع البنوك الخارجية بخطوط ائتمان والثقة المتبادلة مع شركات الذهب والبترول بتركيز تعاملاتهمَ مع المحفظة، وايضا تصدير الذهب بعلاقات واسعة مع الشركات المستوردة ومن نقاط القوه نجد أن الدولة تقوم بدفع قيمة خطابات الاعتماد التي يتم فتحها لاستيراد السلع الاستراتيجيه بالعملة المحليه وتتحمل المحفظة القيمة بالعملة الاجنبيه .
حققت المحفظة انجازات عديدة ماهي ابرز الانجازات
توفير النقد الأجنبي لشركات البترول،والقمح وشركات الأدوية بأسعار مجزية، مما كان له الأثر في ثبات أسعار
المحروقات والأدوية في فترات كثيرة توفرها في السوق،
وتسهيل وتركيز عمليات صادر الذهب وفقا للقنوات الرسمية المتمثلة في المحفظة والحد الكبير من عمليات تهريبه الي حدما وبشكل ملحوظ
علما بأن المحفظة منذ تاسيسها في سبتمبر 2020 و حتي نهاية عام 2022 استوردت مواد بترولية و دواء في حدود مبلغ (3 مليار) درهم.
والمحفظة ايضا أسهمت في استقرار سعر الصرف
ساعدت المحفظة في استقرار سعر الصرف من خلال توفيرها للشركات المستوردة للمحروقات والقمح والأدوية النقد الأجنبي اللازم بصورة كبيرة دون لجؤهم للسوق الموازي،،وذلك عن طريق تصدير الذهب وبعض السلع النقدية الأخرى والاستفادة منها في الاستيراد في حدود سعر الصرف الرسمي
ماهي أسباب توقف أعمال المحفظة
أسباب توقف المحفظة ارتبطت بقيام الحرب وصعوبة شراء وتصدير الذهب والسلع الأخرى للدواعي الأمنية المترتبة على ذلك،
فضلا عن توقف الأعمال الخارجيةللبنوك والبنك المركزي بسبب توقف خدمات الاسويفت
ولفترة طويلة مع البنوك المراسلة .
ماذا عن الفرص الممكنة لعودة المحفظة
يمكن للمحفظة العودة والاسهام متى ما وجدت التأمين الكامل لاعمالهامن أمن وخلافه لعمليات الصادر والاستيراد،
كيف أسهم البنك الرائد في نجاح المحفظة
استطاع بنك البركة بتوفيق من الله سبحانه وتعالي في تحقيق قيمة مضافة للمحفظة من خلال عملائه العاملين في مجال استيراد المحروقات والقمح والأدوية مسبقا وتم توجيه انشطتهم لتتم عبر المحفظة
ايضاسخر البنك ما يمتلكه من خبرات تراكمية في إدارة المحافظ،
وكذلك من خلال خطابات الاعتماد التي يفتحها البنك من التسهيلات التي كان يتم منحها للدولة بواسطة مجموعة البركة المصرفية بضمانة بنك السودان بخطاب ضمان غير قابل للنقض IRU لاستيراد السلع الاساسيه .
هل حققت البنوك المساهمة في المحفظة فوائد
تمثلت الفوائد التى حققتها البنوك المساهمة في المحفظة في زيادة ودائعها من خلال جذب الكثير من العملاء الجدد وتركيز انشطتهم للتعامل بموارد النقد الأجنبي المتاحة للمحفظة .
و تحقيق الكثير من الإيرادات من خلال عمولات الاستيراد للعملاء المذكورين،،
وكذلك تحقيق أرباح مجزية لهم من خلال أعمال المحفظة في السنين الأولى كعائد لمساهمتهم في راس مال المحفظة .

About Admin2

Check Also

في تقرير لمجلة حواس الاقتصادية .. مجهودات بنك السودان المركزي في ظل ازمة الحرب

في تقرير لمجلة حواس الاقتصادية .. مجهودات بنك السودان المركزي في ظل ازمة الحرب خبطة …